قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَقَدْ رَوَى nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ"، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: nindex.php?page=hadith&LINKID=660882nindex.php?page=treesubj&link=17657_17644نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ لِبَاسِ الْقَسِّيِّ وَالْمُعَصْفَرِ، وَعَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الرُّكُوعِ .

وَرَوَى أَيْضًا فِي "صَحِيحِهِ"، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: nindex.php?page=hadith&LINKID=660881رَأَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، فَقَالَ: أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا ؟ قُلْتُ: أَغْسِلُهُمَا ؟ قَالَ: بَلْ أَحْرِقْهُمَا .

وَرَوَى أَيْضًا فِي "صَحِيحِهِ"، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَيْضًا قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=660880رَأَى عَلَيَّ [ ص: 60 ] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ مِنْ لِبَاسِ الْكُفَّارِ، فَلَا تَلْبَسْهَا .

وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ صَرِيحَةٌ فِي التَّحْرِيمِ، لَا مُعَارِضَ لَهَا، فَالْعَجَبُ مِمَّنْ تَرَكَهَا.

وَقَدْ عَارَضَهَا بَعْضُ النَّاسِ بِحَدِيثِ nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=653287رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَكَانَ بَعْضُ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى الْعِلْمِ يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ فِي الثَّوْبِ الْمُشْبَعِ حُمْرَةً، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ يَقْصِدُ اتِّبَاعَ هَذَا الْحَدِيثِ!.

وَهَذَا وَهْمٌ وَغَلَطٌ بَيِّنٌ، فَإِنَّ الْحُلَّةَ هِيَ الْبُرُودُ، الَّتِي قَدْ صُبِغَ غَزْلُهَا، وَنُسِجَ الْأَحْمَرُ مَعَ غَيْرِهِ، فَهِيَ بُرْدٌ فِيهِ أَسْوَدُ وَأَحْمَرُ، وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْيَمَنِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا.

وَالْحُلَّةُ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، مَجْمُوعُهُمَا يُسَمَّى حُلَّةً، فَإِذَا كَانَ الْبُرْدُ [ق218] فِيهِ أَحْمَرُ وَأَسْوَدُ قِيلَ: بُرْدٌ أَحْمَرُ، وَحُلَّةٌ حَمْرَاءُ. فَهَذَا غَيْرُ الْمُضَرَّجِ الْمُشْبَعِ حُمْرَةً.

وَذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=17644_17657النَّهْيَ إِنَّمَا هُوَ عَنِ الْمُعَصْفَرِ خَاصَّةً. فَأَمَّا الْمَصْبُوغُ بِغَيْرِهِ مِنَ الْأَصْبَاغِ الَّتِي تُحَمِّرُ الثَّوْبَ، كَالْمَدَرِ وَالْمَغْرَةِ، فَلَا بَأْسَ بِهِ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي حَدِيثِ النَّهْيِ عَنِ الْمُعَصْفَرِ: مَعْنَاهُ عِنْدَ أَهْلِ [ ص: 61 ] الْحَدِيثِ: أَنَّهُ كَرِهَ الْمُعَصْفَرَ. قَالَ: وَرَأَوْا أَنَّ مَا صُبِغَ بِالْحُمْرَةِ مِنْ مَدَرٍ أَوْ غَيْرِهِ، فَلَا بَأْسَ بِهِ مَا لَمْ يَكُنْ مُعَصْفَرًا.