الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا .
[ ص: 122 ]
[34] الرجال قوامون على النساء مسلطون على تأديبهن.
بما فضل الله بتفضيل الله.
بعضهم أي: الرجال.
على بعض على النساء; بكمال العقل، وحسن التدبير، ومزيد القوة في الأعمال والطاعات.
وبما أنفقوا من أموالهم في نكاحهن; كالمهر والنفقة.
روي أن أحد نقباء سعد بن الربيع الأنصار نشزت عليه امرأته حبيبة بنت زيد بن أبي زهير، فلطمها، فانطلق بها أبوها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فشكا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليقتص منه" فنزلت، فقال: "أردنا أمرا، وأراد الله أمرا، والذي أراد الله خير".
وعنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: [ ص: 123 ] "لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".
فالصالحات قانتات مطيعات لأزواجهن.
حافظات للغيب أي: لفروجهن وأموال أزواجهن في غيبتهم.
بما حفظ الله أي: بحفظه. قرأ (بما حفظ الله) بالنصب; أي: بحفظهن الله في الطاعة، وقراءة العامة بالرفع. أبو جعفر
واللاتي تخافون نشوزهن عصيانهن، وأصل النشوز: التكبر والارتفاع.
فعظوهن بالتخويف من الله.
واهجروهن اجتنبوهن.
في المضاجع المراقد، والمراد: المجامعة.
واضربوهن إن لم يرجعن ضربا غير مبرح، أي: شديد.
فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا لا تطلبوا عليهن طريقا بالتوبيخ والإيذاء.
إن الله كان عليا كبيرا فاحذروه; فإنه أقدر عليكم منكم على من تحت أيديكم.