الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في رضاع الكبير]

                                                                                                                                                                                        ولا يحرم رضاع الكبير؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء، وكان في الثدي قبل الفطام". وحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي رجل فاشتد ذلك عليه ورأيت الغضب في وجهه، فقلت: يا رسول الله إنه أخي من الرضاعة، فقال: "انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة". أخرجه البخاري ومسلم.

                                                                                                                                                                                        يريد: أن اللبن الذي يحرم ما كان في وقت ينتفع به الجسم، ولا يعترض ذلك بحديث سالم؛ لأنه نازلة في عين، والحديثان الآخران في جميع المواضع، ولقول أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما نرى ذلك إلا رخصة لسالم وحده.

                                                                                                                                                                                        ولم يأخذن به في غيره وهن باشرن النازلة فرأين أنها مقصورة عليه وممن قال "لا رضاع لكبير": عمر، وابن مسعود، وابن عمر، وأبو هريرة، وابن عباس، وأم سلمة، وفقهاء الأمصار: مالك، والشافعي، وأبو حنيفة. [ ص: 2150 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية