الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        باب في حج المرأة بغير ولي

                                                                                                                                                                                        وقال مالك في المرأة تريد الحج لا ولي لها ، أو لها ولي وأبى أن يخرج معها : لا بأس أن تخرج مع جماعة رجال ونساء لا بأس بحالهم . وقال أيضا : تخرج مع من يوثق به من الرجال والنساء .

                                                                                                                                                                                        وقال محمد بن عبد الحكم : لا تخرج مع رجال ليسوا منها بمحرم .

                                                                                                                                                                                        وقال ابن حبيب بقول مالك إن كانت صرورة ، ولا تخرج لغير الفريضة إلا مع ذي محرم من الرجال .

                                                                                                                                                                                        وقول ابن عبد الحكم أحسن وأحوط ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "لا تسافر المرأة مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم" . فعم جميع الأسفار ؛ ولأن الفساد لا يتعذر في الليل ، وإن كانت مع جماعة إذا لم يكن ولي يطلع عليها ويحفظها ، وهذا إذا لم تنضف إلى أحد من الجماعة ، فإن انضافت إليهم كان [ ص: 1274 ] ذلك أمكن ، ومخالف لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء" . وهذا في الشابة ، وأما المتجالة فلا تمنع السفر كيف شاءت في الفريضة والتطوع .

                                                                                                                                                                                        تم كتاب الحج الثاني ، والحمد لله

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية