وقال رضي الله عنه ابن مسعود ، قيل له ولم ؟ قال : لأنه يرضيه بسخط الله . إن الرجل ليدخل على السلطان ومعه دينه ، فيخرج ولا دين له
واستعمل رجلا فقيل : كان عاملا للحجاج فعزله فقال الرجل إنما عملت له شيء يسير ، فقال له عمر بن عبد العزيز : حسبك بصحبته يوما أو بعض يوم شؤما وشرا . عمر
وقال ما ازداد رجل من ذي سلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا . الفضيل
وكان يتجر في الزيت ويقول : إن في هذا لغنى عن هؤلاء السلاطين وقال وهيب هؤلاء الذين يدخلون على الملوك لهم أضر على الأمة من المقامرين . سعيد بن المسيب
وقال محمد بن سلمة الذباب على العذرة أحسن من قارئ على باب هؤلاء .
ولما خالط الزهري السلطان كتب أخ له في الدين إليه .
عافانا الله وإياك من الفتن فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك أن يدعوا لك الله ويرحمك أصبحت شيخا كبيرا قد أثقلتك نعم الله لما فهمك من كتابه وعلمك من سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وليس كذلك أخذ الله الميثاق على العلماء ، قال الله تعالى : أبا بكر لتبيننه للناس ولا تكتمونه ، واعلم أن أيسر ما ارتكبت وأخف ما احتملت أنك آنست وحشة الظالم وسهلت سبيل البغي بدنوك ممن لم يؤد حقا ولم يترك باطلا حين أدناك اتخذوك قطبا تدور عليك رحى ظلمهم ، وجسرا يعبرون عليك إلى بلائهم وسلما يصعدون فيه إلى ضلالهم ويدخلون بك الشك على العلماء ويصدون بك قلوب الجهلاء ، فما أيسر ما عمروا في جنب ما خربوا عليك وما أكثر ما أخذوا منك فيما أفسدوا عليك من دينك ، فما يؤمنك أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم : فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة الآية وإنك ، تعامل من لا يجهل ويحفظ عليك من لا يغفل ، فداو دينك فقد دخله سقم وهيئ زادك ، فقد حضر سفر بعيد ، وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء ، والسلام .