3005 - أحمد بن إبراهيم ، أبو العباس الضبي :
توفي في صفر هذه السنة ، وكان أوصى أن يدفن في مشهد كربلاء ، وبعث ابنه إلى أبي بكر الخوارزمي شيخ الحنفيين [يسأله ] أن يبتاع له تربة يدفن بها وأن يقوم بأمره ، فبذل للشريف أبي أحمد والد الرضي خمسمائة دينار مغربية ثمن تربة ، فقال :
هذا رجل لجأ إلى جوار جدي فلا آخذ لتربته ثمنا وأخرج التابوت من بغداد وشيعه بنفسه ومعه الأشراف والفقهاء ، وصلوا عليه بمسجد براثا وأصحبه خمسين رجلا من رجالة بابه .
3006 - الحسين بن هارون ، أبو عبد الله الضبي القاضي :
ولد سنة عشرين وثلاثمائة ، وكان إليه القضاء بربع الكرخ ، ثم صار إليه القضاء بالجانب الغربي جميعه والكوفة وشقي الفرات .
وحدث عن الحسين المحاملي وكان فاضلا دينا ثقة حجة عفيفا عارفا بالقضاء والحكم ، بليغا في الكتابة ، وولي القضاء نيابة عن وابن عقدة ابن معروف في سنة ست [ ص: 63 ] وسبعين ، ثم وليه رياسة ، ثم عزل الضبي عن القضاء في سنة سبع وسبعين فانحدر إلى البصرة ، وتوفي بها في شوال هذه السنة .
3007 - عبد الله بن محمد ، أبو محمد البخاري ، المعروف بالبافي الخوارزمي .
كان من أفقه أهل وقته على مذهب ، تفقه على الشافعي ، ودرس مكانه ، وله معرفة بالأدب وفصاحة شعر مطبوع يقوله من غير كلفة ، ويعمل الخطب ، ويكتب الكتب الطوال من غير روية . أبي القاسم الداركي
أخبرنا القزاز ، أخبرنا أبو بكر بن ثابت ، قال : حدثنا ، قال : قصد البرقاني أبو محمد البافي صديقا له ليزوره في داره فلم يجده فاستدعى بياضا ودواة فكتب إليه .
كم حضرنا وليس يقضى التلاقي نسأل الله خير هذا الفراق إن أغب لم تغب وإن لم نغب
غبت وكان افتراقنا باتفاق
3008 - عبيد الله بن أحمد بن علي بن الحسين ، أبو القاسم المقرئ المعروف بابن الصيدلاني :
ولد سنة تسع وثلاثمائة ، وسمع وهو أحد من حدث عنه من الثقات ، روى عنه ابن صاعد الأزهري ، وكان صالحا مأمونا ثقة ، توفي في رجب هذه السنة ، ودفن في مقبرة . أحمد بن حنبل
3009 - عبيد الله بن عثمان بن علي ، أبو زرعة البناء الصيدلاني
: [ ص: 64 ]
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة ، وسمع ، روى عنه القاضي المحاملي الأزهري ، ، وكان ثقة مأمونا . وتوفي في هذه السنة . والعتيقي
3010 - عبد الواحد بن نصر بن محمد ، أبو الفرج المخزومي الشاعر الملقب بالببغاء :
كان أديبا فاضلا وكاتبا مترسلا وشاعرا مجيدا [لطيفا ] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال : أنشدنا أبو نصر أحمد بن عبد الله ، قال : أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر لنفسه :
يا من تشابه منه الخلق والخلق فما تسافر إلا نحوه الحدث
ترديد دمعي في خديك مختلس وسقم جسمي من جفنيك مسترق
لم يبق لي رمق أشكو هواك به وإنما يتشكى من به رمق
طمعت ثم رأيت اليأس أجمل لي تنزها فخصمت الشوق بالجلد
تبدلت وتبدلنا وأخسرنا من ابتغى خلفا يسلى فلم يجد
سألت زماني بمن أستغيث فقال استغث بعميد الجيوش
فناديت ما لي به حرمة فجاوب حوشيت من ذا وحوشي
رجاؤك إياه يدنيك منه ولو كنت بالصين أو بالعريش
[ ص: 65 ] نبت بي داري وفر العبيد وأودت ثيابي وبعت فروشي
وكنت ألقب بالببغاء قديما فقد مزق الدهر ريشي
وكان غذائي نقى الأرز فها أنا مقتنع بالحشيش
أبا الفرج أسلم وابق وانعم ولا تزل يزيدك صرف الدهر حظا إذا نقص
مضت مدة أستام ودك غاليا فأرخصته والبيع غال ومرتخص
وآنستني من محبسي بزيارة شفت قرما من صاحب له قد خلص
ولكنما كانت كشجو لطائر فواقا كما يستفرص الفارص الفرص
فأحسبك استوحشت من ضيق موضعي وأوحشت خوفا من تذكرك القفص
كذا الكرز اللماح ينجو بنفسه إذا عاين الأشراك تنصب للقنص
فحوشيت يا قس الطيور فصاحة إذا أنشد المنظوم أو درس القصص
من المنشر الأشغى ومن حزة الهدى ومن بندق الرامي ومن قصة المقص
ومن صعدة فيها من الدهر لهذم لفرسانكم عند الطراش بها قعص
فهذي دواهي الطير وقيت شرها إذا الدهر من أحداثه جرع الغصص
أبا حامد مذ يمم المجد ما نكص وبدر تمام مذ تكامل ما نقص
ستخلص من هذا السرار وإنما هلال توارى بالسرار فما خلص
برأفة تاج الملة الملك الذي بسؤدده في خطه المشتري خصص
[ ص: 66 ] تقنصت بالإنصاف شكري ولم أكن علمت بأن الحر بالبر يقتنص
وصادفت أسنى فرصة فانتهزتها بلقياك إذ بالحزم تنتهز الفرص
أتتني القوافي الباهرات بحمل البدائع من مستحسن الجد والرخص
فقابلت زهر الروض منها ولم يجد وأخرزت در البحر فيها ولم أغص
وإن كنت بالببغاء قدما ملقبا فكم لقب بالجور لا العدل مخترص
وبعد فما أخشى تقنص جارح وقلبك لي وكر وصدرك لي قفص
3011 - محمد بن يحيى ، أبو عبد الله الجرجاني :
كان زاهدا عالما مناظرا لأبى بكر الرازي ، وكان يدرس في أول قطيعة الربيع ، وفلج في آخر عمره ، ومات في هذه السنة ، ودفن إلى جنب . [ ص: 67 ] أبي حنيفة