الآية الثالثة والأربعون قوله تعالى { في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه } .
فيها خمس مسائل : [ ص: 595 ] : توبة الله على النبي رده من حالة الغفلة إلى حالة الذكر ، وتوبة المسألة الأولى المهاجرين والأنصار رجوعهم من حالة المعصية إلى حالة الطاعة ، وانتقالهم من حالة الكسل إلى حالة النشاط ، وخروجهم عن صفة الإقامة والقعود إلى حالة السفر والجهاد .
: المسألة الثانية : دعاؤه إلى التوبة ، يقال : تاب الله على فلان ، أي دعاه ، ويقال : تاب الله عليه : يسره للتوبة ، وقد يكون خبرا ، وقد يكون دعاء . وتوبة الله تكون على ثلاثة أقسام
ويقال : تاب عليه : ثبته عليها ، ويقال : تاب عليه : قبل توبته ; وذلك كله صحيح ، وقد جمع لهؤلاء ذلك كله ، ويفترق في سائر الناس ; فمنهم من يدعوه إلى التوبة لإقامة الحجة عليه ولا ييسرها له ، ومنهم من يدعوه إليها وييسرها ولا يديمها ، فإن دامت إلى الموت فهي مقبولة قطعا .