قوله تعالى : يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون .
يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم معنى هذا الذكر الشكر . قوله تعالى : هل من خالق غير الله يجوز في غير الرفع والنصب والخفض ، فالرفع من وجهين : أحدهما : بمعنى هل من خالق إلا الله ; بمعنى ما خالق إلا الله . والوجه الثاني : أن يكون نعتا على الموضع ; لأن المعنى : هل خالق غير الله ، و ( من ) زائدة . والنصب على الاستثناء . والخفض على اللفظ . قال حميد الطويل : قلت للحسن : من خلق الشر ؟ فقال سبحان الله ! هل من خالق غير الله جل وعز ، خلق الخير والشر . وقرأ حمزة : ( هل من خالق غير الله ) بالخفض . الباقون بالرفع . ( يرزقكم من السماء ) أي المطر . ( والأرض ) أي [ ص: 289 ] النبات . والكسائي لا إله إلا هو فأنى تؤفكون من الأفك ( بالفتح ) وهو الصرف ; يقال : ما أفكك عن كذا ، أي ما صرفك عنه . وقيل : من الإفك ( بالكسر ) وهو الكذب ، ويرجع هذا أيضا إلى ما تقدم ; لأنه قول مصروف عن الصدق والصواب ، أي من أين يقع لكم التكذيب بتوحيد الله . والآية حجة على القدرية لأنه نفى خالقا غير الله وهم يثبتون معه خالقين ، على ما تقدم في غير موضع .