الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          563 حدثنا أبو بكر محمد بن أبان حدثنا إبراهيم بن صدقة عن سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف وجهر بالقراءة فيها قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ورواه أبو إسحق الفزاري عن سفيان بن حسين نحوه وبهذا الحديث يقول مالك بن أنس وأحمد وإسحق

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا إبراهيم بن صدقة ) البصري صدوق .

                                                                                                          [ ص: 120 ] قوله : ( وجهر بالقراءة فيها ) هذا نص صريح في الجهر بالقراءة في صلاة كسوف الشمس ، وفي رواية ابن حبان كسفت الشمس فصلى بهم أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات وجهر بالقراءة ، وبهذه الرواية بطل ما قال النووي من أن رواية الجهر في خسوف القمر ورواية الإسرار في كسوف الشمس . وقد روى البخاري في صحيحه من حديث أسماء بنت أبي بكر قالت : جهر النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الكسوف ، قال الحافظ في الفتح : وقد ورد الجهر فيها عن علي مرفوعا وموقوفا أخرجه ابن خزيمة وغيره ، وقال به صاحبا أبي حنيفة وأحمد وإسحاق وابن خزيمة وابن المنذر وغيرهما من محدثي الشافعية وابن العربي من المالكية ، وقال الطبري : يخير بين الجهر والإسرار ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الطحاوي .

                                                                                                          فإن قلت : روى هذا الحديث سفيان بن حسين عن الزهري ، وهو ثقة في غير الزهري فكيف يكون حديثه هذا بلفظ : وجهر بالقراءة فيها ، حسنا صحيحا؟

                                                                                                          قلت : لم يتفرد هو برواية هذا الحديث بهذا اللفظ عن الزهري ، بل تابعه على ذلك سليمان بن كثير عند أحمد وعقيل عند الطحاوي وإسحاق بن راشد عند الدارقطني ، قال الحافظ : وهذه طرق يعضد بعضها بعضا يفيد مجموعها الجزم بذلك فلا معنى لتعليل من أعله بتضعيف سفيان بن حسين وغيره ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وبهذا الحديث يقول مالك وأحمد وإسحاق ) وهذا القول هو الراجح المعول عليه .

                                                                                                          [ ص: 121 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية