الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2512 حدثنا سويد بن نصر أخبرنا ابن المبارك عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن جده عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا ومن لم تكونا فيه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به ومن نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا ومن نظر في دينه إلى من هو دونه ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا أخبرنا موسى بن حزام الرجل الصالح حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال هذا حديث حسن غريب ولم يذكر سويد بن نصر في حديثه عن أبيه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن المثنى بن الصباح ) بالمهملة والموحدة الثقيلة اليماني الأبناوي كنيته أبو عبد الله أو أبو يحيى نزيل مكة ضعيف اختلط بأخرة ، وكان عابدا من كبار السابعة .

                                                                                                          قوله : ( من نظر في دينه ) أي خصلة من نظر في أمر دينه من الأعمال الصالحة ( إلى من هو فوقه ) أي إلى من هو أكثر منه علما وعبادة وقناعة ورياضة أحياء وأمواتا ( ومن نظر في دنياه ) أي وخصلة من نظر في أمر دنياه وهذه الخصلة هي الثانية ( إلى من هو دونه ) أي إلى من هو أفقر منه وأقل منه مالا وجاها ( كتبه الله شاكرا ) أي للخصلة الثانية ( صابرا ) أي للخصلة السابقة ففيه لف ونشر مشوش اعتمادا على فهم ذوي العقول . ولما كان المفهوم قد يعتبر وقد لا يعتبر ومع اعتباره المنطوق أقوى أيضا صرح بما علم ضمنا حيث قال ( ومن نظر في دينه إلى من هو دونه ) أي في الأعمال الصالحة وأنتجه الغرور والعجب [ ص: 182 ] والخيلاء ( ونظر في دنياه إلى من هو فوقه ) أي من أصحاب المال والجاه وأورثه الحرص والأمل والرياء ( فأسف ) بكسر السين أي حزن ( على ما فاته منه ) أي من المال وغيره بعدم وجوده أو بحصول فقده وقد قال تعالى : لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ( لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا ) لعدم صدور واحد منه بل قام بضديهما من الكفران والجزع والفزع باللسان والجنان .

                                                                                                          قوله : ( حدثنا موسى بن حزام ) بزاي الترمذي أبو عمران نزيل بلخ ثقة فقيه عابد من الحادية عشرة ( أخبرنا علي بن إسحاق ) السلمي مولاهم المروزي أصله من ترمذ . ثقة من العاشرة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) في سنده المثنى بن الصباح ، وهو ضعيف كما عرفت .




                                                                                                          الخدمات العلمية