لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله .
عطف على جملة لكن الذين اتقوا ربهم استكمالا لذكر الفرق في تلقي الإسلام : فهؤلاء مثل فريق الذين آمنوا من أهل الكتاب ولم يظهروا إيمانهم لخوف قومهم ، وأثنى الله عليهم بأنهم لا يحرفون الدين ، والآية مؤذنة بأنهم لم يكونوا معروفين بذلك لأنهم لو عرفوا بالإيمان لما كان من فائدة في وصفهم بأنهم من أهل الكتاب ، وهذا الصنف بعكس حال المنافقين . وأكد الخبر ب إن وبلام الابتداء للرد على المنافقين الذين قالوا لرسول الله لما صلى على النجاشي أصحمة : انظروا إليه يصلي على نصراني ليس على دينه ولم يره قط . على ما روي عن النجاشي وبعض أصحابه أن ذلك سبب نزول هذه الآية . ولعل وفاة ابن عباس حصلت قبل غزوة النجاشي أحد .
وقيل : أريد بهم هنا من أظهر إيمانه وتصديقه من اليهود مثل عبد الله بن سلام ومخيريق ، وكذا من آمن من نصارى نجران أي الذين أسلموا ورسول الله بمكة إن صح خبر إسلامهم .
وجيء باسم الإشارة في قوله أولئك لهم أجرهم عند ربهم للتنبيه على أن المشار إليهم به أحرياء بما سيرد من الإخبار عنهم لأجل ما تقدم اسم الإشارة .
وأشار بقوله إن الله سريع الحساب إلى أنه يبادر لهم بأجرهم في الدنيا ويجعله لهم يوم القيامة .