بسم الله الرحمن الرحيم
( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) .
الطين : معروف يقال منه طان الكتان يطينه وطنه يا هذا . القرن : الأمة المقترنة في مدة من الزمان ، ومنه خير القرون قرني ، وأصله الارتفاع عن الشيء ، ومنه قرن الجبل ، فسموا بذلك لارتفاع السن . وقيل : هو من قرنت الشيء بالشيء; جعلته بجانبه ، أو مواجها له ، فسموا بذلك لكون بعضهم يقرن ببعض . وقيل : سموا بذلك لأنهم جمعهم زمان له مقدار ، هو أكثر ما يقرن فيه أهل ذلك الزمان ، وهو اختيار . ومدة القرن مائة وعشرون سنة ، قاله الزجاج زرارة بن أوفى ، أو مائة سنة ، قاله الجمهور ، وقد احتجوا لذلك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - وإياس بن معاوية لعبد الله بن بشر : " " . قال تعيش قرنا ، فعاش مائة ، وقال : أرأيتكم ليلتكم هذه ، فإن على رأس مائة لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد يؤيد أنها انحزام ذلك القرن ، أو ثمانون سنة ، رواه ابن عمر أبو صالح عن ، أو سبعون سنة ، حكاه ابن عباس الفراء ، أو ستون سنة ، لقوله ، عليه السلام : . قاله معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين ، أو أربعون ، ورفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكذا حكاه ابن سيرين الزهراوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو ثلاثون . روي عن أبي عبيدة أنه قال : يرون أن ما بين القرنين ثلاثون ، وحكاه النقاش ، أو عشرون ، حكاه ، أو ثمانية عشر عاما ، أو المقدار الوسط في أعمار أهل ذلك الزمان ، وهذا حسن; لأن الأمم السالفة كان فيهم من يعيش أربعمائة عام وثلاثمائة ، وما بقي عام ، وما فوق ذلك ، وما دونه . وهكذا الاختلاف الإسلامي ، والله أعلم ، كأنه نظر إلى الطرف الأقصى ، والطرف الأدنى ، فمن نظر إلى الغاية قال : من الستين فما فوقها إلى مائة وعشرين ، [ ص: 66 ] ومن نظر إلى الأدنى قال : عشرون وثلاثون وأربعون . وقال الحسن البصري ابن عطية : القرن أن يكون وفاة الأشياخ ، ثم ولادة الأطفال ، ويظهر ذلك من قوله : ( وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ) ، وهذه يشير ابن عطية إلى من حدد بأربعين فما دونها طبقات ، وليست بقرون . وقيل : القرن القوم المجتمعون ، قلت : السنون ، أو كثرت; لقوله : خير القرون قرني ، يعني أصحابه; وقال قس :
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر
وقال آخر :إذا ذهب القوم الذي كنت فيهم وخلفت في قوم فأنت غريب
لها أخاديد من آثار ساكنها كما تردد في قرطاسه القلم
فأوطأ جرد الخيل عقر ديارهم وحاق بهم من بأس ضبه حائق
( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ) هذه السورة مكية كلها . وقال : إلا آيتين نزلتا الكسائي بالمدينة ; وهما ( قل من أنزل [ ص: 67 ] الكتاب ) وما يرتبط بها .
وقال : نزلت ليلا ابن عباس بمكة حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح ، إلا ست آيات : ( قل تعالوا أتل ) ، ( وما قدروا الله ) ، ( ومن أظلم ممن افترى ) ، ( ولو ترى إذ الظالمون ) ، ( والذين آتيناهم الكتاب يعلمون ) ، ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه ) . انتهى . وعنه أيضا وعن مجاهد والكلبي إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة ( قل تعالوا أتل ) ، إلى قوله : ( لعلكم تتقون ) . وقال قتادة : إلا ( وما قدروا الله حق قدره ) ، ( وهو الذي أنشأ ) . وذكر ابن العربي أن قوله : ( قل لا أجد ) نزل بمكة يوم عرفة . ومناسبة افتتاح هذه السورة لآخر المائدة; أنه تعالى لما ذكر ما قالته النصارى في عيسى وأمه من كونهما إلهين من دون الله ، وجرت تلك المحاورة ، وذكر ثواب ما للصادقين ، وأعقب ذلك بأن له ملك السماوات والأرض وما فيهن ، وأنه قادر على كل شيء ، ذكر بأن الحمد له المستغرق جميع المحامد ، فلا يمكن أن يثبت معه شريك في الألوهية ، فيحمد ، ثم نبه على العلة المقتضية لجميع المحامد ، والمقتضية كون ملك السماوات والأرض وما فيهن له بوصف ( خلق السماوات والأرض ) لأن الموجد للشيء المنفرد باختراعه له الاستيلاء والسلطنة عليه ، ولما تقدم قولهم في عيسى ، وكفرهم بذلك ، وذكر الصادقين وجزاءهم ، أعقب ( خلق السماوات والأرض ) ، بجعل الظلمات والنور ) ، فكان ذلك مناسبا للكافر والصادق ، وتقدم تفسير ( الحمد لله ) في أول الفاتحة ، وتفسير خلق السماوات والأرض في قوله : ( إن في خلق السماوات والأرض ) في البقرة . وجعل هنا ، قال ابن عطية : لا يجوز غير ذلك ، وتأمل لم خصت السماوات والأرض بـ ( خلق ) ، والظلمات والنور بـ ( جعل ) . وقال : ( جعل ) يتعدى إلى مفعول واحد ، إذا كان [ ص: 68 ] بمعنى أحدث وأنشأ ، كقوله : ( جعل الظلمات والنور ) ، وإلى مفعولين ، إذا كان بمعنى صير ، كقوله : ( الزمخشري وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا ) . والفرق بين الخلق والجعل; أن الخلق فيه معنى التقدير ، وفي الجعل معنى التصيير ، كإنشاء من شيء ، أو تصيير شيء شيئا ، أو نقله من مكان إلى مكان ، ومن ذلك ( وجعل منها زوجها ) ، ( وجعل الظلمات والنور ) لأن الظلمات من الأجرام المتكاثفة ، والنور من النار . ( جعلكم أزواجا ) ، ( أجعل الآلهة إلها واحدا ) انتهى . وما ذكره من أن ( جعل ) بمعنى صير في قوله : ( وجعلوا الملائكة ) لا يصح لأنهم لم يصيروهم إناثا ، وإنما قال بعض النحويين : إنها بمعنى سمى ، وقول ( جعل ) هنا هي التي تتصرف في طرف الكلام ، كما تقول : جعلت أفعل كذا ، فكأنه قال : وجعل إظلامها وإنارتها تخليط; لأن تلك من أفعال المقاربة تدخل على المبتدأ والخبر ، وهذه التي في الآية ، تعدت إلى مفعول واحد ، فهما متباينان معنى واستعمالا ، وناسب عطف الصلة الثانية بمتعلقها من جمع الظلمات وإفراد النور على الصلة الأولى ، المتعلقة بجمع السماوات ، وإفراد الأرض . وتقدم في البقرة الكلام على جمع السماوات ، وإفراد الأرض ، وجمع الظلمات ، وإفراد النور ، واختلف في المراد هنا بـ ( الطبري الظلمات والنور ) فقال قتادة والسدي والجمهور : الليل والنهار . وقال : الشرك والنفاق والكفر ، والنور الإسلام والإيمان والنبوة واليقين . وقال ابن عباس الحسن : الكفر والإيمان ، وهو تلخيص قول ، واستدل لهذا بآية البقرة . وقال ابن عباس قتادة أيضا : الجنة والنار ، خلق الجنة وأرواح المؤمنين من نور ، والنار وأرواح الكافرين من ظلمة ، فيوم القيامة يحكم لأرواح المؤمنين بالجنة; لأنهم من النور خلقوا ، وللكافرين بالنار; لأنهم من الظلمة خلقوا . وقيل : الأجساد والأرواح ، وقيل : شهوات النفوس وأسرار القلوب . وقيل : الجهل والعلم . وقال مجاهد : المراد حقيقة الظلمة والنور; لأن الزنادقة كانت تقول : الله يخلق الضوء وكل شيء حسن ، وإبليس يخلق الظلمة وكل شيء قبيح ، فأنزلت ردا عليهم . وقال أبو عبد الله الرازي : فيه قولان ، أحدهما : أنهما الأمران المحسوسان ، وهذا هو الحقيقة ، والثاني : ما نقل عن ابن عباس والحسن قبل ، وهو مجاز . وقال الواحدي : يحمل على الحقيقة والمجاز معا ، لا يمكن حمله عليهما انتهى ملخصا . وقال أبو عبد الله الرازي : ليست الظلمة عبارة عن كيفية وجودية مضادة للنور ، والدليل عليه أنه إذا جلس اثنان بقرب السراج ، وآخر بالبعد منه ، فالبعيد يرى القريب ، ويرى ذلك الهواء صافيا مضيئا ، والقريب لا يرى البعيد ، ويرى ذلك الهواء مظلما ، فلو كانت الظلمة كيفية وجودية ، لكانت حاصلة بالنسبة إلى هذين الشخصين المذكورين ، وحيث لم يكن الأمر كذلك ، علمنا أن الظلمة ليست كيفية وجودية ، وإذا ثبت ذلك فنقول : عدم المحدثات متقدم على وجودها ، فالظلمة متقدمة في التحقيق على النور ، فوجب تقديمها عليه في اللفظ . ومما يقوي ذلك ما روي في الأخبار الإلهية; أنه تعالى خلق الخلق في ظلمة ، ثم رش عليهم من نوره .
وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أنه قال : " ابن عمر " انتهى . قال إن الله خلق خلقه في ظلمة ، ثم ألقى عليهم النور ، فمن أصابه يومئذ من ذلك النور ، اهتدى ، ومن أخطأ ضل أبو عبد الله بن أبي الفضل : قوله في الظلمة خطأ ، بل هي عبارة عن كيفية وجودية . مضادة للنور ، والدليل على ذلك قوله : ( وجعل الظلمات والنور ) والعدم لا يقال فيه جعل ( ثم ) كما تقرر في اللسان العربي ، أصلها للمهلة في الزمان . وقال ابن عطية : ( ثم ) دالة على قبح فعل ( الذين كفروا ) لأن المعنى : أن خلقه السماوات والأرض وغيرها ، قد تقرر ، وآياته قد سطعت ، وإنعامه بذلك [ ص: 69 ] قد تبين ، ثم بعد هذا كله قد عدلوا بربهم ، فهذا كما تقول : يا فلان أعطيتك وأكرمتك وأحسنت إليك ، ثم تشتمني أي : بعد وضوح هذا كله . ولو وقع العطف في هذا ونحوه بالواو ، لم يلزم التوبيخ ، كلزومه بـ ( ثم ) انتهى . قال : فإن قلت : فما معنى ( ثم ) قلت : استبعاد أن يعدلوا به بعد وضوح آيات قدرته ، وكذلك ( الزمخشري ثم أنتم تمترون ) استبعاد لأن تمتروا فيه بعد ما ثبت أنه محييهم ومميتهم وباعثهم انتهى . وهذا الذي ذهب إليه ابن عطية من أن ( ثم ) للتوبيخ ، من أن ( ثم ) للاستبعاد ، ليس بصحيح; لأن ( ثم ) لم توضع لذلك ، وإنما التوبيخ أو الاستبعاد مفهوم من سياق الكلام ، لا من مدلول ( ثم ) ، ولا أعلم أحدا من النحويين ذكر ذلك ، بل ( ثم ) هنا للمهلة في الزمان ، وهي عاطفة جملة اسمية على جملة اسمية ، أخبر تعالى بأن الحمد له ، ونبه على العلة المقتضية للحمد من جميع الناس ، وهي خلق السماوات والأرض ، والظلمات والنور ، ثم أخبر أن الكافرين به يعدلون فلا يحمدونه . والزمخشري
وقال : فإن قلت : علام عطف قوله : ( الزمخشري ثم الذين كفروا ) . قلت : إما على قوله : ( الحمد لله ) على معنى أن الله حقيق بالحمد على ما خلق; لأنه ما خلقه إلا نعمة ( ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ) فيكفرون نعمه ، وإما على قوله : ( خلق السماوات والأرض ) على معنى أنه خلق ما خلق مما لا يقدر عليه أحد سواه ، ثم هم يعدلون به ما لا يقدر على شيء منه انتهى . وهذا الوجه الثاني الذي جوزه ، لا يجوز; لأنه إذ ذاك يكون معطوفا على الصلة ، والمعطوف على الصلة صلة ، فلو جعلت الجملة من قوله : ( ثم الذين كفروا ) صلة لم يصح هذا التركيب; لأنه ليس فيها رابط يربط الصلة بالموصول ، إلا إن خرج على قولهم أبو سعيد الذي رويت عن الخدري ; يريد رويت عنه ، فيكون الظاهر قد وقع موقع المضمر ، فكأنه قيل : ( ثم الذين كفروا به يعدلون ) ، وهذا من الندور بحيث لا يقاس عليه ، ولا يجمل كتاب الله عليه مع ترجيح حمله على التركيب الصحيح الفصيح . ( والذين كفروا ) الظاهر فيه العموم ، فيندرج فيه عبدة الأصنام ، وأهل الكتاب ، عبدت النصارى المسيح ، واليهود عزيرا ، واتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله ، والمجوس عبدوا النار ، والمانوية عبدوا النور ، ومن خصص الذين كفروا بالمانوية ، كقتادة أو بعبدة الأصنام أو بالمجوس ، حيث قالوا : الموت من أهرمن ، والحياة من الله ، أو بأهل الكتاب كابن أبي أبزى ، فلا يظهر له دليل على التخصيص ، والباء في ( بربهم ) يحتمل أن تتعلق بـ ( يعدلون ) ، وتكون الباء بمعنى ( عن ) أي يعدلون عنه إلى غيره ، مما لا يخلق ولا يقدر ، أو يكون المعنى يعدلون به غيره; أي يسوون به غيره في اتخاذه ربا وإلها ، وفي الخلق ، والإيجاد . وعدل الشيء بالشيء; التسوية به . وفي الآية رد على القدرية في قولهم : الخير من الله ، والشر من الإنسان ، فعدلوا به غيره في الخلق والإيجاد .
( هو الذي خلقكم من طين ) ظاهره أنا مخلوقون من طين ، وذكر ذلك المهدوي ومكي والزهراوي ، عن فرقة ، فالنطفة التي يخلق منها الإنسان أصلها ( من طين ) ، ثم يقلبها الله نطفة . قال ابن عطية : وهذا يترتب على قول من يقول : يرجع بعد التولد والاستحالات الكثيرة نطفة ، وذلك مردود عند الأصوليين انتهى . وقال النحاس : يجوز أن تكون النطفة خلقها الله ( من طين ) على الحقيقة ، ثم قلبها حتى كان الإنسان منها انتهى . وقد روى أبو نعيم الحافظ عن بريدة بن مسعود حديثا في الخلق آخره : " ويأخذ التراب الذي يدفن في بقعته ، ويعجن به نطفته " ، فذلك قوله [ ص: 70 ] تعالى : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ) الآية . وخرج عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أبي هريرة ما من مولود يولد إلا وقد در عليه من تراب حفرته " . وقال أبو عبد الله الرازي ما ملخصه : وعندي فيه وجه آخر ، وهو أن الإنسان مخلوق من المني ، ومن دم الطمث المتولدين من الأغذية ، والأغذية حيوانية . والقول في كيفية تولدها كالقول في الإنسان ، أو نباتية ، فثبت تولد الإنسان من النباتية ، وهي متولدة ( من الطين ) فكل إنسان متولد . ( من الطين ) وهذا الوجه أقرب إلى الصواب انتهى . وهذا الذي ذكر أنه عنده وجه آخر ، وهو أقرب إلى الصواب هو بسط ما حكاه المفسرون عن فرقة . وقال فيه ابن عطية : هو مردود عند الأصوليين; يعني القول : بالتوالد والاستحالات ، والذي هو مشهور عند المفسرين أن المخلوق ( من الطين ) هنا هو آدم . قال قتادة ومجاهد والسدي وغيرهم : المعنى خلق آدم ( من طين ) ، والبشر من آدم ، فلذلك قال : ( خلقكم من طين ) . وذكر ابن سعد في الطبقات عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أبي هريرة آدم ، وآدم من تراب " . وقال بعض شعراء الجاهلية : الناس ولد
وإلى عرق الثرى وشجت عروقي وهذا الموت يسلبني شبابي