الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          قال تعالى : والصاحب بالجنب روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ فيه قولان : الرفيق في السفر ، والمنقطع إليك يرجو نفعك ورفدك ، وروى عبد بن حميد عن علي كرم الله تعالى وجهه أنه المرأة ، أي : لأنها هي التي قضت الفطرة ونظام المعيشة أن تكون بجنب بعلها ، وإذا كان الأصل في خطاب الشرع أن يكون للرجال والنساء جميعا ، وإن كان بضمير المذكر للتغليب جاز أن نقول : إن المراد بالمرأة الزوج ورجلها مثلها ، فيجب على كل منهما الإحسان بالآخر ، ويحتمل أن يكون الإمام عبر بلفظ الزوج المراد به الجنس ، فظن الراوي أنه يريد المرأة ; لأنها أحوج إلى إحسان بعلها منه إلى إحسانها ، فرواه بالمعنى ، وقال الأستاذ الإمام : هو من صاحبته وعرفته ولو وقتا قصيرا ، وهذا القول أعم وأشمل من قول بعضهم : إنه الرفيق في أمر حسن كتعلم وترف وصناعة وسفر ، فإنه بقيد " ولو وقتا قصيرا " يشمل صاحب الحاجة الذي يمشي بجانبك ويستشيرك أو يستعينك ، وما كان أكثر هؤلاء الأصحاب عنده رحمه الله تعالى ، كان لا يكاد يتراءى للناس في طريق إلا وتراهم يوفضون إليه من كل نصب يمشون بجانبه مستشيرين أو مستعينين .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية