فصل عند ستة أحرف وهي : الثاء والجيم والظاء ، وحروف الصفير ( فالثاء ) ( تاء التأنيث ) اختلفوا في إدغامها وإظهارها بعدت ثمود . و كذبت ثمود . و رحبت ثم
( والجيم ) نضجت جلودهم ، وجبت جنوبها ( والظاء ) حملت ظهورهما
[ ص: 5 ] حرمت ظهورها ، و كانت ظالمة ( والسين ) أنبتت سبع ، أقلت سحابا ، و مضت سنة ، وجاءت سيارة ، و أنزلت سورة ، وجاءت سكرة ( والصاد ) حصرت صدورهم في قراءة غير يعقوب لهدمت صوامع ( والزاي ) خبت زدناهم فأدغمها في الحروف الستة أبو عمرو وحمزة . وأدغمها والكسائي الأزرق عن في الظاء فقط . وأظهرها ورش خلف في الثاء حسب ، وأدغمها ابن عامر في الصاد والظاء . وأدغمها هشام في الثاء . واختلف عنه في حروف ( سجز ) وهي السين والجيم والزاي فأدغمها الداجوني عن أصحابه عنه ، وكذلك ابن عبدان عن الحلواني عنه من طريق أبي العز عن شيخه عن ابن نفيس ومن طريق الطرسوسي كليهما عن السامري عنه وبه قطع لهشام وحده في العنوان والتجريد ، وأظهرها عنه الحلواني من جميع طرقه إلا من طريقي أبي العز والطرسوسي عن ابن عبدان ، واختلف عن الحلواني في لهدمت صوامع فروى الجمهور عنه إظهارها وهو الذي في التيسير ، والشاطبية ، والتبصرة ، والهداية ، والتذكرة ، والتلخيص ، وغيرها . وقطع بالوجهين له صاحب الكافي واستثناها أيضا جماعة ممن رووا الإدغام عن الحلواني وأضاف بعضهم إليها نضجت جلودهم فاستثناها أيضا كصاحب المستنير والغاية والتجريد ، وليس ذلك من طرقنا ، وانفرد صاحب التجريد أيضا باستثناء الجيم والصاد فأظهرها عندهما وذلك من قراءته على الفارسي يعني من طريق الجمال عن الحلواني . والمعروف من طريق الجمال ما قدمنا . وأظهرها ابن ذكوان عند حروف ( سجز ) المتقدمة ، واختلف عنه في الثاء فروى عنه الصوري إظهارها عندها . وروى الأخفش إدغامها فيها ، هذا هو الصحيح . وقد اضطربت ألفاظ كتب أصحابنا فيه . وقد نقله الداني على الصواب من نصوص أصحاب ابن ذكوان وأصحاب أصحابه . واستثنى الصوري من السين أنبتت سبع فقط فأدغمها . وانفرد الحافظ أبو العلاء بالإظهار عن الصوري عند الضاد وهو وهم - والله أعلم - .
وانفرد صاحب المبهج عنه باستثناء حصرت ، و لهدمت فأدغمها ولا نعرفه
[ ص: 6 ] وانفرد الشاطبي عن ابن ذكوان بالخلاف في وجبت جنوبها ولا نعرف خلافا عنه في إظهارها من هذه الطرق . وقد قال أبو شامة : إن الداني ذكر الإدغام في غير التيسير من قراءته على أبي الفتح فارس بن أحمد لابن ذكوان وهشام ، معا ( قلت ) : والذي نص عليه في جامع البيان هو عند الجيم ولفظه : واختلفوا عن ابن ذكوان فروى ابن الأخرم وابن أبي داود وابن أبي حمزة والنقاش عن وابن شنبوذ الأخفش عنه الإظهار في الحرفين ، وكذلك روى محمد بن يونس عن ابن ذكوان ، وروى ابن مرشد وأبو طاهر وابن عبد الرزاق ، وغيرهم عن الأخفش عنه نضجت جلودهم بالإظهار ، و وجبت جنوبها بالإدغام ، وكذلك روى لي أبو الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن في رواية هشام انتهى .
فرواة الإظهار هم الذين في الشاطبية ولم يذكر الداني أنه قرأ بالإدغام على أبي الفتح إلا في رواية هشام كما ذكره ، وعلى تقدير كونه قرأ به على أبي الفتح حتى يكون من طريق أصحاب الإدغام كابن مرشد وأبي طاهر وابن عبد الرزاق ، وغيرهم فماذا يفيد إذا لم يكن قرأ به من طرق كتابه ؟ على أني رأيت نص أبي الفتح فارس في كتابه فإذا هو الإدغام عن هشام في الجيم والإظهار عن ابن ذكوان ولم يفرق بين : وجبت جنوبها ، وغيره .
والباقون بإظهارها عند الأحرف الستة وهم ابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون والأصبهاني عن وانفرد ورش ، الكارزيني عن رويس فيما ذكره السبط وابن الفحام بإدغامها في السين والجيم والظاء . وانفرد في المصباح عن روح بالإدغام في الظاء فقط .