9755 عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قال : أخبرنا الزهري قال : كان أبو سلمة بن عبد الرحمن يحدث : أن ابن عباس ، دخل المسجد أبا بكر الصديق وعمر يحدث الناس ، فمضى حتى البيت الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت عائشة ، فكشف عن وجهه برد حبرة كان مسجى عليه ، فنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أكب عليه فقبله ، ثم قال : " " ، ثم خرج والله لا يجمع الله عليك موتتين ، لقد مت الموتة التي لا تموت بعدها أبدا أبو بكر إلى المسجد ، وعمر يكلم الناس فقال له أبو بكر : " اجلس يا عمر " ، فأبى أن يجلس ، فكلمه مرتين أو ثلاثا ، فأبى أن يجلس ، فقام أبو بكر فتشهد ، فأقبل
[ ص: 437 ] الناس على أبي بكر وتركوا عمر ، فلما قضى أبو بكر تشهده قال : " أما بعد فمن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لم يمت " . ثم تلا هذه الآية وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية كلها ، فلما تلاها أبو بكر رحمه الله أيقن الناس بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوها من أبي بكر حتى قال قائل من الناس : فلم يعلموا أن هذه الآية أنزلت حتى تلاها أبو بكر .
قال : وأخبرني الزهري قال : قال سعيد بن المسيب عمر : " والله ما هو إلا أن تلاها أبو بكر وأنا قائم خررت إلى الأرض ، وأيقنت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات " .