الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5185 - وعن أبي هاشم بن عتبة - رضي الله عنه - قال : عهد إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله " رواه أحمد ، والترمذي والنسائي ، وابن ماجه . وفي بعض نسخ ( المصابيح ) عن أبي هاشم بن عتبد ، بالدال بدل التاء ، وهو تصحيف .

التالي السابق


5185 - ( وعن أبي هاشم بن عتبة ) : بضم عين فسكون فوقية فموحدة بعدها هاء قال المؤلف : هو شيبة بن عتبة بن ربيعة القرشي ، وهو خال معاوية بن أبي سفيان ، أسلم يوم الفتح ، وسكن الشام ، وتوفي في خلافة عثمان ، وكان فاضلا صالحا رضي الله تعالى عنه ، روى عنه أبو هريرة وغيره . ( قال : عهد إلي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ) أي : أوصاني ( قال ) : بدل من عهد أو تفسير وبيان للعهد ، واختار الطيبي رحمه الله الأول حيث قال : بدل منه بدل الفعل من الفعل ، كما في قوله :


متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا تجد حطبا جزلا ونارا تأججا



أبدل تلمم بنا من قوله تأتنا . ( " إنما يكفيك من جمع المال " ) أي : للوسيلة بحسب المآل ( " خادم " ) أي : في السفر لضرورة الحاجة إليه ( " ومركب " ) أي : مركوب يسار عليه ( " في سبيل الله " ) أي : في الجهاد أو الحج أو طلب العلم ، والمقصود منه القناعة والاكتفاء بقدر الكفاية مما يصح أن يكون زائدا للآخرة ، كما رواه الطبراني والبيهقي ، عن خباب : " إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الراكب " . ( رواه أحمد ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ) : وفي الجامع من قوله : إنما يكفيه إلخ . نسبة إلى الثلاثة الأخيرة ، عن أبي هاشم بن عتبة ، وللحديث تتمة قصة تأتي في الفصل الثالث ( وفي بعض نسخ المصابيح عن أبي هاشم بن عتبد ) : بفتح فسكون فوقية ففتح موحدة ( بالدال ) أي : المهملة ( بدل التاء ) أي : الفوقية الواقعة في آخر لفظ : عتبة ( وهو تصحيف ) : إذ لم يوجد في الأسماء مع مخالفته لما سبق من الضبط الواقع في الأصول ، وهنا تحريف في بعض النسخ ، وبعض الحواشي أيضا ، فاحذر فإن الصواب ما تحرر .

[ ص: 3246 ]



الخدمات العلمية