الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5203 - وعن معاوية - رضي الله عنه - أنه دخل على خاله أبي هاشم بن عتبة يعود ، فبكى أبو هاشم ، فقال : ما يبكيك يا خال ؟ أوجع يشئزك أم حرص على الدنيا ؟ قال : كلا ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي عهدا لم آخذ به قال : وما ذلك ؟ قال : سمعته يقول : " إنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله " وإني أراني قد جمعت . رواه أحمد ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه .

التالي السابق


5203 - ( وعن معاوية ) أي : ابن أبي سفيان وهو خال المؤمنين ( أنه دخل على خاله ) أي : النسبي ( أبي هاشم بن عتبة ) : ومر ترجمته ( يعوده ) : حال أو استئناف بيان أي : يزوره لمرضه ( فبكى أبو هاشم ، فقال : ما يبكيك ) أي : أي شيء يجعلك باكيا ( يا خال ؟ ) : بكسر اللام ، وفي نسخة بضمها على حد : يا غلام ! ( " أوجع يشئزك " ) : بضم الياء وكسر الهمزة أي : يقلقك ويتعبك فيبكيك ، ففي القاموس : شئز شأزا غلظ واشتد ، ويقال قلق وأشأزه أقلقه . ( " أم حرص على الدنيا ؟ " ) أي : يقلعك فيبكيك وفيه تنبيه على أن الأمر لا يخلو إما من اشتداد مرض صوري ، أو عرض معنوي ، يكون كان منهما باعثا على نكد ظاهري وباطني . ( قال : كلا ) أي : ارتدع عن حسبانك كلا ، ومعناه ليس الباعث أحدهما ، ( ولكن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عهد إلينا عهدا لم آخذ به ) : والمراد بالعهد إما وصية عامة ، أو مبايعة خاصة ( قال : وما ذلك ؟ ) أي : العهد وفي نسخة وما ذاك ( قال : سمعته يقول : " إنما يكفيك من جمع المال " ) أي : الذي يحصل المنال في المال ( " خادم ومركب في سبيل الله وإني أراني ) : بضم الهمزة أي : أظن ، وفي نسخة بفتحها أي : أبصر أو أعلم ( قد جمعت ) أي : زيادة على ما عهدت ، وأغرب الطيبي رحمه الله حيث قال : حذف متعلقه ليدل على الكثرة من أنواع المال ، والله تعالى أعلم بالحال . ( رواه أحمد ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ) .




الخدمات العلمية