الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5604 - وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " يصف أهل النار ، فيمر بهم الرجل من أهل الجنة ، فيقول الرجل منهم : يا فلان أما تعرفني ؟ أنا الذي سقيتك شربة . وقال بعضهم : أنا الذي وهبت لك وضوءا ، فيشفع له فيدخله الجنة " . رواه ابن ماجه .

التالي السابق


5604 - ( وعنه ) أي : عن أنس ( قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : يصف ) : بضم وفتح وتشديد ، أي : يجعل صفا ، وفي نسخة بفتح فضم أي يصير صفا ( أهل النار ) أي : من عصاة المؤمنين والفجار في طريق أهل الجنة من العلماء الأخيار ، والصلحاء الأبرار ، على هيئة المساكين السائلين في طريق الأغنياء في هذه الدار ، ( فيمر بهم الرجل من أهل الجنة فيقول الرجل منهم ) أي : من أهل النار ( يا فلان ) كناية عن اسمه ( أما تعرفني ؟ أنا الذي سقيتك شربة ) أي : من ماء أو لبن أو نحوهما ، ( وقال بعضهم : أنا الذي وهبت لك وضوءا ) : بفتح الواو ، أي : ماء وضوء ، وعلى هذا القياس من لقمة وخرقة ، أو نوع إعانة ، أو جنس عطية كلية أو جزئية ، ولو بشق تمرة ، أو كلمة طيبة ; فإن الغريق يتعلق بكل حشيش . ( فيشفع له ) أي : ذلك الصالح ( فيدخله الجنة ) أي : يصير سببا لدخوله إياها ، أو المعنى : فيدخله معه الجنة ، والله تعالى أعلم . قال المظهر : فيه تحريض على الإحسان إلى المسلمين ، لا سيما مع الصلحاء والمجالسة معهم ومحبتهم ; فإن محبتهم زين في الدنيا ونور في العقبى . ( رواه ابن ماجه ) .

[ ص: 3571 ]



الخدمات العلمية