الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1092 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها . وخير صفوف النساء آخرها ، وشرها أولها " . رواه مسلم .

التالي السابق


1092 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير صفوف الرجال أولها ) : لقربهم من الإمام وبعدهم من النساء ( وشرها آخرها ) : لقربهم من النساء وبعدهم من الإمام ، قال ابن الملك : المراد بالخير كثرة الثواب ، فإن الصف الأول أعلم بحال الإمام فتكون متابعته أكثر وثوابه أوفر . ( وخير صفوف النساء آخرها ) : لبعدهن من الرجال ( وشرها أولها ) : لقربهن من الرجال ، وقال ابن الملك : لأن مرتبة النساء متأخرة عن مرتبة الذكور ، فيكون آخر الصفوف أليق بمرتبتهن ، قال الطيبي : الرجال مأمورون بالتقدم ، فمن كان أكثر تقدما فهو أشد تعظيما لأمر الشرع ، فيحصل له من الفضيلة ما لا يحصل لغيره ، وأما النساء فمأمورات بالاحتجاب .

قلت : بل بالتأخر ، أيضا للخبر المشهور : أخروهن كما أخرهن الله ، فهي لذلك شر من اللاتي يكن في الصف الأخير ، والظاهر أن الصف الأول ما لم يكن مسبوقا بصف آخر ، وقال ابن حجر : الصف الأول هو الذي يلي الإمام وإن تخلله نحو منبر وإن تأخر أصحابه في المجيء ، وقيل : الأول ما لم يتخلله شيء وإن تأخر أصحابه ، وعليه الغزالي . وقيل : هو من جاء أولا وإن صلى في صف متأخر ، ثم قيل : محل أفضلية الصف الأول إن لم يكن فيه منكر كلبس حرير ، ونحو ذلك من كل شاغل ، وإلا فالتأخر عنه أسلم فعله جماعة من السلف . ( رواه مسلم ) : كان يمكن للمصنف أن يجمل ويقول : روى الأحاديث الخمسة مسلم ، كما هو دأبه ، ولعل عادته فيما إذا كان للأحاديث سند واحد باتفاق رجاله وخلافها في خلافه .




الخدمات العلمية