الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1442 وعن جعفر بن محمد مرسلا : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر ، وعمر ، كبروا في العيدين والاستسقاء سبعا وخمسا ، وصلوا قبل الخطبة ، وجهروا بالقراءة . رواه الشافعي .

التالي السابق


1442 - ( وعن جعفر ) أي : الصادق . ( بن محمد ) أي : الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - . ( مرسلا ) : سيأتي تحقيقه . ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر ، وعمر ، كبروا في العيدين والاستسقاء سبعا ) أي : في الركعة الأولى . ( وخمسا ) : في الثانية ، وبه أخذ الشافعي . ( وصلوا قبل الخطبة ) أي : في العيد والاستسقاء . قال ابن حجر : ومر أنه إجماع ، وأنه لا عبرة بمن خالف فيه من بني أمية ; لأن ذلك إنما كان لمجرد حظوظ نفوسهم ، لأنهم لما رأوا الناس بانقضاء الصلاة ينفضون عنهم ، ولا يسمعون خطبتهم لجورهم وتجبرهم ، قصدوا أن يقدموها قبل الصلاة ليسمعها الناس . ( وجهروا بالقراءة ) أي : فيهما . ورواه مسلم أيضا عنه - صلى الله عليه وسلم - ، وهو اتفاق بل حكي فيه الإجماع . ( رواه الشافعي ) : قال صاحب التخريج رواه الشافعي ، فيما نقله عنه البيهقي ، من حديث جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي يرفعه . وأخرجه في المسند ، ولفظه عن علي - رضي الله عنه - : أنه كبر في العيد والاستسقاء سبعا وخمسا ، وجهر بالقراءة ، ومثله في تصحيح المصابيح للشيخ الجزري .

وظاهر قول المصنف ، عن جعفر بن محمد مرسلا لا يستقيم على شيء منهما ، أما على ما نقله البيهقي فيذكر قوله : عن أبيه ، عن علي ، وأما على ما في المسند فلأنه أورده موقوفا على علي ولم يرفعه ، اللهم إلا أن يتكلف ، ويقال : المراد بقوله مرسلا إرسال محمد الباقر عن علي لا إرسال جعفر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو المراد بالإرسال الانقطاع سواء كان مرفوعا أو موقوفا ، وهو خلاف الظاهر ، فلعل الشافعي أخرجه في تصنيف آخر كذلك ، والله أعلم ، كذا ذكره ميرك .




الخدمات العلمية