الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1547 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الطاعون فأخبرني : " أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء ، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ، ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا ، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له ، إلا كان له مثل أجر شهيد " رواه البخاري " .

التالي السابق


1547 - ( وعن عائشة قالت : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الطاعون ) أي : ما الحكمة فيه ؟ ( فأخبرني " أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء ) أي : من عباده الكافرين والمؤمنين . ( وأن الله " : بفتح [ ص: 1133 ] الهمزة على العطف ، وبكسرها على الاستئناف . ( جعله رحمة ) أي : سبب زيادة رحمة . ( للمؤمنين ) أي : الصابرين عليه ، ونظيره قوله تعالى : وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ، وأما قول ابن حجر : على من يشاء من الكافرين بدليل وأن الله إلخ فغير ظاهر . ( ليس ) هذه الجملة بيان لقوله : جعله رحمة . ( من أحد ) : من زائدة ، أي : ليس أحد . ( يقع الطاعون ) : صفة أحد ، والراجع محذوف ، أي : يقع في بلده . ( فيمكث ) أي : ذلك الأحد . ( في بلده ) قال الطيبـي : عطف على يقع ، وكذا ويعلم اهـ . فكان في نسخته ويعلم بالواو ، وهو خلاف ما عليه الأصول ، وأما قول ابن حجر : عطف على يمكث بحذف حرف العطف ، فهو غير مرض . ( صابرا محتسبا ) : حالان من فاعل يمكث أي : يصبر وهو قادر على الخروج متوكلا على الله ، طالبا لثوابه لا غير ، كحفظ ماله أو غرض آخر . ( يعلم ) : حال آخر ، أو بدل من يمكث . ( أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له ) أي : من الحياة والممات . ( إلا كان له مثل أجر شهيد ) : خبر ليس والاستثناء مفرغ . ( رواه البخاري ) .




الخدمات العلمية