الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2022 - وعن أنس قال : كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في السفر ، فمنا الصائم ومنا المفطر ، فنزلنا منزلا في يوم حار فسقط الصوامون ، وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ذهب المفطرون اليوم بالأجر " متفق عليه .

التالي السابق


2022 - ( وعن أنس قال : كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في السفر ، فمنا الصائم ) أريد به الجنس ( ومنا المفطر ، فنزلنا منزلا في يوم حار فسقط الصوامون ) بصيغة المبالغة أي ضعفوا عن الحركة ومباشرة حوائجهم لأجل ضعفهم ( وقام المفطرون ) أي بالخدمة ( فضربوا الأبنية ) أي قام المفطرون ونصبوا الخيام ( وسقوا الركاب ) أي الإبل التي يسار عليها ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ذهب المفطرون اليوم بالأجر ) أي بالثواب الأكمل لأن الإفطار كان في حقهم حينئذ أفضل ، وفي ذكر اليوم إشارة إلى عدم إطلاق هذا الحكم ، وقال الطيبي : أي أنهم مضوا واستصحبوا الأجر ولم يتركوا لغيرهم شيئا منه ، على طريقة المبالغة يقال ذهب به إذا استصحبه ومضى به معه اهـ يعني بالأجر كله أو بكل الأجر مبالغة ، هذا وما ذكره الطيبي من أنه كقوله - تعالى - ذهب الله بنورهم الكشاف ، يقال ذهب به إذا استصحبه ومضى معه ، وهو مذهب المبرد غير صحيح في الآية لأن معناها أذهبه فلم يبق لهم منه شيء ولاستحالة المضي والاستصحاب مع نورهم في حقه - تعالى - ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية