الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2506 - عنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10360818سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=treesubj&link=3278أي العمل أفضل قال : إيمان بالله ورسوله ، قيل : ثم ماذا قال : الجهاد في سبيل الله ، قيل : ثم ماذا قال : حج مبرور ( متفق عليه ) .
2506 - وعنه أي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( قال سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي العمل ) أي الأعمال ( أفضل ) قال الطيبي - رحمه الله - قد اختلفت الأحاديث في nindex.php?page=treesubj&link=30502مفاضلة الأعمال على وجه يشكل التوفيق بينها والوجه ما بينا في أول كتاب الصلاة ( قال إيمان ) التنكير للتفخيم ( بالله ورسوله ) والإيمان هو التصديق القلبي وهو من أعمال الباطن ( قيل ثم ماذا قال الجهاد ) التعريف للعهد قال الطيبي - رحمه الله - والمراد به الجهاد الخالص ، وفي نسخة جهاد ( في سبيل الله ) لأن المجاهد لا يكون إلا مصليا وصائما ( قيل ثم ماذا قال حج مبرور ) أي مقبول قال الطيبي - رحمه الله : بره أي أحسن إليه يقال بر الله عمله أي قبله كأنه أحسن إلى عمله بقبوله ، وقيل أي مقابل بالبر وهو الثواب أو هو الذي لم يخالطه شيء من المآثم وفي الدر للسيوطي - رحمه الله ، أخرج الأصبهاني عن الحسن أنه قيل له ما الحج المبرور قال أن يرجع زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة اهـ .
وبهذا يظهر لك وجه الترتيب في الأفضلية إذ لا نزاع في أن nindex.php?page=treesubj&link=30502الإيمان أفضل مطلقا ثم الجهاد إذ لا يكون عادة إلا مع الاجتهاد في العبادة وزيادة الرغبة في الآخرة بالسعي إلى وسيلة سعادة الشهادة ، ثم الحج الجامع بين العبادة البدنية والمالية ، ومفارقة الوطن المألوف وترك الأهل والولد وغير ذلك على الوجه المعروف أو يقال ذكره - صلى الله عليه وسلم - على ترتيب فرضيتها فوجب الجهاد بعد الإيمان ثم فرض الحج تكملة للأركان قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3اليوم أكملت لكم دينكم ( متفق عليه ) .