الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3246 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح . متفق عليه . وفي رواية لهما قال : والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها .

التالي السابق


3246 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ) : فيه إيماء إلى جواز تعدد الفراش ، ويحتمل أن يكون كناية عن الميلان إلى الاجتماع قال تعالى ، جل جلاله ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) وفيه إيماء إلى التستر حالة الجماع . ( فأبت ) : أي : امتنعت من غير عذر شرعي ( فبات ) : أي : زوجها ( غضبان ) : أي : عليها كما في رواية ( لعنتها الملائكة ) : لأنها كانت مأمورة إلى طاعة زوجها في غير معصية قيل : والحيض ليس بعذر في الامتناع لأن له حقا في الاستمتاع بما فوق الإزار عند الجمهور وبما عدا الفرج عند جماعة . ( حتى تصبح ) : أي : المرأة أو الملائكة . قيل : إنما غيا اللعن بالإصباح لأن الزوج يستغني عنها بحدوث المانع عن الاستمتاع فيه غالبا ، والأظهر أن حكم النهار كذلك حتى يمسي فهو من باب الاكتفاء . ( متفق عليه ) : وكذا أحمد وأبو داود ( وفي رواية لهما ) : أي : للبخاري ومسلم ، وفيه إشعار بأنه إذا قال في رواية وأطلق تكون الرواية لأحدهما . ( قال والذي نفسي بيده ) : أي : في قبضته وتصرفه وإرادته ( ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ) : أي : أمره وحكمه أو ملكه وملكوته أو الذي هو معبود فيها وهو الله - تعالى - قال : تعالى ، جل جلاله ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) ويكون الاقتصار في هذا الحديث من باب الاكتفاء بذكر الأشرف ، ويحتمل أن يراد سكان السماوات ، والإفراد للجنس ، ويلتئم حينئذ الروايتان وإن كان على الأول أيضا بينهما تلازم . ( ساخطا عليها حتى يرضى ) : أي : الزوج ( عنها ) : فيه أن سخط الزوج يوجب سخط الرب وهذا في قضاء الشهوة فكيف إذا كان في أمر الدين .




الخدمات العلمية