الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3305 - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لاعن بين رجل وامرأته ، فانتفى من ولدها ، ففرق بينهما ، وألحق الولد بالمرأة . متفق عليه . وفي حديثه لهما : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعظه ، وذكره وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، ثم دعاها فوعظها ، وذكرها ، وأخبرها أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة .

التالي السابق


3305 - ( وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لاعن بين رجل وامرأته ، فانتفى ) : أي : الرجل ( من ولدها ) : قال الطيبي - رحمه الله - : الفاء سببية أي : الملاعنة كانت سببا لانتفاء الرجل من ولد المرأة وإلحاقه بها ( ففرق ) : بتشديد الراء المفتوحة أي : حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفرقة ( بينهما ) : وفيه دليل على أن الفرقة بينهما بتفريق الحاكم لا بنفس اللعان ، وهو مذهب أبي حنيفة خلافا لزفر والشافعي ; لأنها لو وقعت بنفس اللعان لم يكن للتطليقات الثلاث معنى ، كذا ذكره الأكمل وغيره من علمائنا في شرح هذا الحديث . ( وألحق الولد بالمرأة ) : أي : لانتفاء الرجل من ولدها بالملاعنة بينهما والحاكم بتفريقهما ( وفي حديثه ) : أي : ابن عمر ( لهما ) : أي : الشيخين ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعظه ) : أي : نصح الرجل ( وذكره ) : بالتشديد أي : خوفه من عذاب الله تعالى ( وأخبره أن عذاب الدنيا ) : وهو حد القذف ( أهون من عذاب الآخرة ) : والعاقل يختار الأيسر على الأعسر ( ثم دعاها فوعظها ، وذكرها ، وأخبرها أن عذاب الدنيا ) : وهو الرجم والعار ( أهون من عذاب الآخرة ) : وهو الفضيحة والنار .




الخدمات العلمية