الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3353 - وعن أبي مسعود الأنصاري ، قال : كنت أضرب غلاما لي ، فسمعت من خلفي صوتا : " اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه " . فالتفت فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله ! هو حر لوجه الله . فقال : " أما لو لم تفعل للفحتك النار - أو لمستك النار - " . رواه مسلم .

التالي السابق


3353 - ( وعن أبي مسعود الأنصاري قال : كنت أضرب غلاما لي ، فسمعت من خلفي صوتا ) : أي كلاما لقائل يقول : ( اعلم أبا مسعود ) : أي يا أبا مسعود ( لله ) : بفتح اللام ( أقدر عليك منك عليه ) أي أتم وأبلغ من قدرتك على عبدك . قال الطيبي : علق عمل اعلم باللام الابتدائية ، ولله مبتدأ وأقدر خبره وعليك صلة أقدر ، ومنك متعلق أفعل ، وقوله عليه لا يجوز أن يتعلق بقوله أقدر ; لأنه أخذ ماله ، ولا بمصدر مقدر عند قوله منك أي من قدرتك كما ذهب إليه المظهر ; لأن المعنى يأباه ، بل هو حال من الكاف أي أقدر منك حال كونك قادرا عليه ( فالتفت ) : أي نظرت ( إلى خلفي فإذا هو ) : أي من خلفي الذي سمعت صوته من خلفي ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت ) : أي ببركة نظره الإكسير ونصحه الأثير ( يا رسول الله ! هو حر لوجه الله ) . أي لابتغاء مرضاته ( فقال : " أما " ) : بالتخفيف للتنبيه ( لو لم تفعل ) : أي لو ما فعلت ما فعلت من الإعتاق ( للفحتك النار ) : أي أحرقتك ( أو لمستك النار ) : أي أصابتك إن ضربته ظلما ولم يعف عنك . قال النووي : فيه الحث على الرفق بالمماليك وحسن صحبتهم وأجمع المسلمون على أن عتقه هذا ليس واجبا ، وإنما هو مندوب وجاء كفارة ذنبه فيه ، وإزالة إثم ظلمه عنه . ( رواه مسلم ) .




الخدمات العلمية