الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3516 - وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه ، أنه رأى رجلا يخذف ، فقال : لا تخذف ; فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف ، وقال : ( إنه لا يصاد به صيد ، ولا ينكأ به عدو ، ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين ) متفق عليه .

التالي السابق


3516 - ( وعن عبد الله بن مغفل ) : بفتح غين معجمة وتشديد فاء مفتوحة . قال المؤلف : مزني ، كان من أصحاب الشجرة ، روى عنه جماعة من التابعين منهم الحسن البصري : قال العسقلاني : ولأبيه صحبة . وروى عن أبيه عبد الله ، ( أنه رأى رجلا يخذف ) : بمعجمتين ثانيهما مكسورة ( فقال : لا تخذف ; فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف ، وقال ) : أي : النبي صلى الله عليه وسلم ، أو قال عبد الله إشارة إلى علة النهي عنه ، فإنه قليل المنفعة كثير المضرة ( إنه ) : أي : الشأن أو الخذف ( لا يصاد به صيد ، ولا ينكأ ) : بتحتية مضمومة فنون ساكنة فكاف مفتوحة فهمزة مرفوعة ، كذا في النسخ أي : لا يجرح ( به عدو ) : في النهاية : يقال نكيت العدو نكاية إذا كثرت فيهم الجراح والقتل وقد يهمز اهـ . وهو المفهوم من القاموس ، فينبغي أن يضبط الحديث بالوجهين ، بل الأولى أن يجعل الأصل لا ينكي بالياء ، والله أعلم . ( ولكنها ) : أي : الحصاة المفهومة من الخذف أو الرمية أو الفعلة ( قد تكسر السن وتفقأ العين ) : أي : وقد تفقؤها أي تقلعها . قال الطيبي رحمه الله : معنى الحديث أنه رجل يعبث بالخذف فنهاه ; لأنه لا يجلب نفعا ولا يدفع ضرا بل هو شر كله . قال ابن الملك : وإنما نهى عن الخذف لأنه لا مصلحة فيه ، ويخاف من فساده ، ويلتحق به كل ما شاركه في هذا المعنى ( متفق عليه ) : وفي الجامع الصغير : نهى عن الخذف ، ورواه أحمد ، رواه البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجه ، عن عبد الله بن مغفل اهـ . وهو يؤيد أن فاعل قال ، إنما هو عبد الله والله تعالى أعلم .




الخدمات العلمية