الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
366 - وعن زيد بن حارثة رضي الله عنهما ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ( أن جبريل أتاه في أول ما أوحي إليه ، فعلمه الوضوء والصلاة ، فلما فرغ من الوضوء ، أخذ غرفة من الماء ، فنضح بها فرجه ) رواه أحمد والدارقطني .

التالي السابق


366 - ( وعن زيد بن حارثة ) : يكنى أبا أسامة ، وأمه سعداء بنت ثعلبة من بني معن خرجت به أمه تزور قومها فأغارت خيل لبني القين بن الحرة في الجاهلية فمروا على أبيات من بني معن رهط أم زيد ، فاحتملوا زيدا وهو يومئذ غلام يقال : له ثمان سنين ، فوافوا به سوق عكاظ ، فعرض للبيع فاشتراه حكيم بن حزام بن خويلد لعمته خديجة بأربعمائة درهم فلما تزوجها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهبته له فقبضه ، ثم إن خبره اتصل بأهله ، فحضر أبوه حارثة وعمه كعب في فدائه فخيره النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بين نفسه والمقام عنده ، وبين أهله والرجوع إليهم فاختار النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لما يرى من بره وإحسانه إليهم فحينئذ خرج به النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحجر فقال : يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه ) فصار يدعى زيد بن محمد إلى أن جاء الله بالإسلام ونزل ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فقيل له : زيد بن حارثة ، وهو أول من أسلم من الذكور في قول ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أكبر منه بعشر سنين ، وقيل بعشرين سنة وزوجه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مولاته أم أيمن ، فولدت له أسامة ، ثم تزوج زينب بنت جحش وكان يقال له : حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يسم الله تعالى في القرآن أحدا من الصحابة غيره في قوله تعالى فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها روى عنه أسامة وغيره ، وقتل في غزوة مؤتة وهو أمير الجيش في جمادى الأولى سنة ثمان ، وهو ابن خمس وخمسين سنة . ( عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن جبريل ) : تقدم ضبطه ( أتاه في أول ما أوحي إليه فعلمه الوضوء والصلاة ) : فنزول سورة المائدة آخرا كان لتأكيد الحكم وتأييدا للأمر ( فلما فرغ من الوضوء ) : هذا صريح في أن النضح بعد الوضوء ، وأنه ليس المراد بالنضح غسل الفرج كما تقدم ( أخذ غرفة ) : بالفتح والضم ( من الماء فنضح بها فرجه ) : حقيقة أو حذاءه . قال الأبهري : ولعله لتعليم الأمة ما يدفع الوسوسة أو لقطع البول فإن النضح بالماء البارد يردع البول فلا ينزل منه شيء بعد شيء ، والظاهر أن النضح مختص بمن يستنجي بغير الماء . ( رواه أحمد والدرقطني ) وسنده حسن .




الخدمات العلمية