الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4151 - وعن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها ، أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة ، قالت : فولدت بقباء ، ثم أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعته في حجره ، ثم دعا بتمرة فمضغها ، ثم تفل في فيه ، ثم حنكه ، ثم دعا له وبارك عليه ، فكان أول مولود ولد في الإسلام . متفق عليه .

التالي السابق


4151 - ( وعن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها : أنها حملت ) : أي حبلت ( بعبد الله بن الزبير بمكة ) : أي قبل الهجرة ( قالت : فولدت بقباء ) : بالضم والمد قرية بالمدينة ينون ولا ينون . كذا في المغرب والصرف أصح ( ثم أتيت به ) : أي بالمولود أو بعبد الله ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعته في حجره ) : بفتح الحاء وبكسر أي في حضنه . وفي النهاية : الحجر بالفتح والكسر الثوب ( ثم دعا بتمرة فمضغها ، ثم تفل ) أي وضع وألقى ذلك التمر المختلط بريقه ( في فيه ) : أي في فمه ( ثم حنكه ) : بتشديد النون أي دلك به حنكه ( ثم دعا له وبرك عليه ) : بتشديد الراء أي قال : بارك الله عليك ، والعطف يحتمل التفسير والتخصيص ( فكان ) وفي نسخة صحيحة بالواو قال الطيبي : الفاء جزاء شرط محذوف تعني أنها هاجرت من مكة ، وكانت أول امرأة هاجرت حاملا ووضعته بقباء فكان أي عبد الله ( أول مولود ) : أي من المهاجرين ( ولد في الإسلام ) : أي بعد الهجرة إلى المدينة . قال النووي : يعني أول من ولد في الإسلام بالمدينة بعد الهجرة من أولاد المهاجرين ، وإلا فالنعمان بن بشير الأنصاري ولد في الإسلام بالمدينة قبله بعد الهجرة ، وفيه مناقب كثيرة لعبد الله بن الزبير منه : أن النبي - صلي الله عليه وسلم - مسح عليه وبارك عليه ودعا له ، وأول شيء دخل جوفه ريقه عليه السلام . ( متفق عليه ) .

[ ص: 2687 ]



الخدمات العلمية