الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
475 - وعن جابر رضي الله عنه ، قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الراكد . رواه مسلم .

التالي السابق


475 - ( وعن جابر قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الراكد ) : أي : الواقف ; وهذا لأن الماء الساكن إن كان دون قلتين تنجس ، ولا يجوز الاغتسال منه وإن كان قلتين فلعله يتغير به فيصير نجسا بالتغير ، وكذا إن كثر غاية الكثرة إذ لو جوز البول فيه لبال واحد بعد واحد ، فيتغير من كثرة البول قاله ابن الملك . وقال النووي : وهذا النهي في بعض المياه للتحريم ، وفي بعضها للكراهة ، فإن كان كثيرا جاريا لم يحرم البول فيه لمفهوم الحديث ، لكن الأولى اجتنابه ، وإن كان قليلا جاريا فقيل : يكره . والمختار أنه يحرم ; لأنه ينجسه ، وإن كان كثيرا راكدا فقال أصحابنا : يكره ، ولو قيل : يحرم لم يكن بعيدا إذ ربما أدى إلى تنجسه بالإجماع لتغيره أو تنجسه عند أبي حنيفة رحمه الله تعالى ، ومن وافقه في أن الغدير الذي يتحرك أحد طرفيه بتحريك الآخر ينجس بوقوع النجاسة فيه ، وأما الراكد القليل فقد أطلق جماعة من أصحابنا أنه مكروه ، والصواب المختار أنه يحرم ; لأنه ينجسه ، وقال أصحابنا وغيرهم : التغوط في الماء كالبول فيه بل أقبح ، ذكره الطيبي . وقال ابن حجر : يكره قضاء الحاجة في الماء مطلقا بالليل خشية أن يؤذيه الجن لما قيل : إن الماء بالليل مأوى لهم . ( رواه مسلم ) .




الخدمات العلمية