الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            459 وعن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر ، فلما هبط من ثنية عسفان ، أمر أصحابه أن يستسندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم ، فذهب فنزل على قبر أمه ، فناجى ربه طويلا ، ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه ، وقالوا : ما بكى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا المكان إلا وقد حدث في أمته شيء لا يطيقه ، فلما بكى هؤلاء ، قام فرجع إليهم فقال : " ما يبكيكم ؟ " قالوا : يا نبي الله ، بكينا لبكائك ، قلنا : لعله حدث في أمتك شيء لا تطيقه ، قال : " لا ، وقد كان بعضه ، ولكن نزلت على قبر ، فدعوت الله أن يأذن لي في شفاعته يوم القيامة ، فأبى الله أن يأذن لي ، فرحمتها وهي أمي فبكيت ، ثم جاءني جبريل عليه السلام فقال : " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه " ، فتبرأ من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه ، فرحمتها وهي أمي ، فدعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم اثنتين ، وأبى أن يرفع عنهم اثنتين : دعوت ربي أن يرفع عنهم الرجم من السماء ، والغرق من الأرض ، وأن لا يلبسهم شيعا ، وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض ، فرفع عنهم الرجم من السماء ، والغرق من الأرض ، وأبى الله أن ترفع عنهم اثنتان : القتل والهرج " . وإنما عدل إلى قبر أمه ; لأنها مدفونة تحت كذا وكذا ، وكان عسفان لهم .

                                                                                            رواه الطبراني في الكبير ، وفيه أبو الدرداء وعبد الغفار بن المنيب عن إسحاق بن عبد الله ، عن أبيه ، عن عكرمة ، ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ، ولم أر من ذكرهم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية