[ ص: 349 ] مسألة
قال مالك : أكره أن يقول أهل المسجد لرجل حسن الصوت : اقرأ علينا ; لأنه شبه الغناء ، قيل : له : فقول عمر لأبي موسى : ذكرنا ربنا ، قال : أحاديث سمعتها ، وأنا أنفيها ، وهؤلاء يتحدثون ذلك يكتسبون به ، قال : إنما كرهه مالك إذا أرادوا حسن صوته ، أما إذا قصدوا رقة قلوبهم لسماع قراءته الحسنة فلا ، لما تقدم عن عمر .
وكره مالك الحديث المروي خشية الذريعة ، وكذلك يكره تقديمه للإمامة لحسن صوته ، فقد قال عليه السلام : " للقراءة بالألحان " ، وكره بادروا بالموت قوما يتخذون القرآن مزامير ، يقدمون أحدهم ليغنيهم ، وإن كان أقلهم فقها مالك الاجتماع لقراءة سورة واحدة لما فيه من المنافسة في حسن الصوت والتلحين ، ولا يقرأ جماعة على واحد لما فيه من عدم الفهم عن كل واحد غلطه ، ولأن القرآن يتعين الاستماع له ، وكذلك آية من هذه السورة ، وآية من أخرى ، ويكره قراءة جماعة على جماعة لعدم الاستماع واستخفافهم بالقرآن ، والاجتماع في سورة واحدة بدعة لم يختلف قول مالك فيه ، قال : وأما جماعة على واحد فالكراهة عند عدم القدرة على الرد عليهم .