nindex.php?page=treesubj&link=31827_32026_33953_34274_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين nindex.php?page=treesubj&link=28639_28662_30532_32026_33953_34189_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_32024_33953_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين nindex.php?page=treesubj&link=30549_32022_33953_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون nindex.php?page=treesubj&link=30513_30549_32022_33953_34141_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون nindex.php?page=treesubj&link=29677_32022_32438_33953_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون nindex.php?page=treesubj&link=19537_30175_31791_32022_33953_34091_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين nindex.php?page=treesubj&link=31788_32024_32408_33953_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين nindex.php?page=treesubj&link=30455_34092_34273_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=33قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين nindex.php?page=treesubj&link=18243_28657_29723_30347_30454_32022_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه [ ص: 746 ] ترجعون nindex.php?page=treesubj&link=29706_30530_34130_34207_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون nindex.php?page=treesubj&link=30549_34170_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون nindex.php?page=treesubj&link=30539_31832_31836_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون nindex.php?page=treesubj&link=19037_30532_31836_34190_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون nindex.php?page=treesubj&link=30532_34190_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم nindex.php?page=treesubj&link=31836_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل nindex.php?page=treesubj&link=28680_28723_28971_29676_29694_31836_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم nindex.php?page=treesubj&link=18257_31757_31836_32433_33953_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين nindex.php?page=treesubj&link=18257_30539_30549_31757_31832_31836_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين nindex.php?page=treesubj&link=30539_31832_31836_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين nindex.php?page=treesubj&link=19769_32456_33177_34089_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين nindex.php?page=treesubj&link=34091_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين nindex.php?page=treesubj&link=20009_30527_32064_32456_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين nindex.php?page=treesubj&link=29676_30532_30550_31836_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم nindex.php?page=treesubj&link=19570_29677_30175_30614_32016_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=49تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين
(25) أي: ولقد أرسلنا رسولنا نوحا أول المرسلين إلى قومه يدعوهم إلى الله وينهاهم عن الشرك فقال لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25إني لكم نذير مبين أي: بينت لكم ما أنذرتكم به، بيانا زال به الإشكال.
(26)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أن لا تعبدوا إلا الله أي: أخلصوا العبادة لله وحده، واتركوا كل ما يعبد من دون الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم إن لم تقوموا بتوحيد الله وتطيعوني.
(27)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27فقال الملأ الذين كفروا من قومه أي: الأشراف والرؤساء، رادين لدعوة
نوح عليه السلام، كما جرت العادة لأمثالهم، أنهم أول من رد دعوة المرسلين.
[ ص: 747 ] nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27ما نراك إلا بشرا مثلنا وهذا مانع بزعمهم عن اتباعه، مع أنه في نفس الأمر هو الصواب، الذي لا ينبغي غيره، لأن البشر يتمكن البشر أن يتلقوا عنه، ويراجعوه في كل أمر، بخلاف الملائكة.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا أي: ما نرى اتبعك منا إلا الأراذل والسفلة، بزعمهم.
وهم في الحقيقة الأشراف، وأهل العقول، الذين انقادوا للحق ولم يكونوا كالأراذل، الذين يقال لهم الملأ الذين اتبعوا كل شيطان مريد، واتخذوا آلهة من الحجر والشجر، يتقربون إليها ويسجدون لها، فهل ترى أرذل من هؤلاء وأخس؟.
وقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27بادي الرأي أي: إنما اتبعوك من غير تفكر وروية، بل بمجرد ما دعوتهم اتبعوك، يعنون بذلك، أنهم ليسوا على بصيرة من أمرهم، ولم يعلموا أن الحق المبين تدعو إليه بداهة العقول، وبمجرد ما يصل إلى أولي الألباب، يعرفونه ويتحققونه، لا كالأمور الخفية، التي تحتاج إلى تأمل، وفكر طويل.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نرى لكم علينا من فضل أي: لستم أفضل منا فننقاد لكم،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27بل نظنكم كاذبين وكذبوا في قولهم هذا، فإنهم رأوا من الآيات التي جعلها الله مؤيدة
لنوح، ما يوجب لهم الجزم التام على صدقه.
(28) ولهذا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28قال لهم نوح مجاوبا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي أي: على يقين وجزم، يعني: وهو الرسول الكامل القدوة، الذي ينقاد له أولو الألباب، ويضمحل في جنب عقله، عقول الفحول من الرجال، وهو الصادق حقا، فإذا قال: إني على بينة من ربي، فحسبك بهذا القول، شهادة له وتصديقا.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وآتاني رحمة من عنده أي: أوحى إلي وأرسلني، ومن علي بالهداية،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28فعميت عليكم أي: خفيت عليكم، وبها تثاقلتم.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أنلزمكموها أي: أنكرهكم على ما تحققناه، وشككتم أنتم فيه؟
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وأنتم لها كارهون حتى حرصتم على رد ما جئت به، ليس ذلك ضارنا، وليس بقادح من يقيننا فيه، ولا قولكم وافتراؤكم علينا، صادا لنا عما كنا عليه.
وإنما غايته أن يكون صادا لكم أنتم، وموجبا لعدم انقيادكم للحق الذي تزعمون أنه باطل، فإذا وصلت الحال إلى هذه الغاية، فلا نقدر على إكراهكم، على ما أمر الله، ولا إلزامكم ما نفرتم عنه، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أنلزمكموها وأنتم لها كارهون .
(29)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ويا قوم لا أسألكم عليه أي: على دعوتي إياكم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29مالا فستستثقلون المغرم.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إن أجري إلا على الله وكأنهم طلبوا منه طرد المؤمنين الضعفاء، فقال لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وما أنا بطارد الذين آمنوا أي: ما ينبغي لي، ولا يليق بي
[ ص: 748 ] ذلك، بل أتلقاهم بالرحب والإكرام، والإعزاز والإعظام
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إنهم ملاقو ربهم فمثيبهم على إيمانهم وتقواهم بجنات النعيم.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ولكني أراكم قوما تجهلون حيث تأمرونني، بطرد أولياء الله، وإبعادهم عني. وحيث رددتم الحق، لأنهم أتباعه، وحيث استدللتم على بطلان الحق بقولكم إني بشر مثلكم وإنه ليس لنا عليكم من فضل.
(30)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أي: من يمنعني من عذابه، فإن طردهم موجب للعذاب والنكال، الذي لا يمنعه من دون الله مانع.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30أفلا تذكرون ما هو الأنفع لكم والأصلح، وتدبرون الأمور.
(31)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك أي: غايتي أني رسول الله إليكم، أبشركم، وأنذركم، وأما ما عدا ذلك، فليس بيدي من الأمر شيء، فليست خزائن الله عندي، أدبرها أنا، وأعطي من أشاء، وأحرم من أشاء،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أعلم الغيب فأخبركم بسرائركم وبواطنكم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول إني ملك والمعنى: أني لا أدعي رتبة فوق رتبتي، ولا منزلة سوى المنزلة، التي أنزلني الله بها، ولا أحكم على الناس بظني.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول للذين تزدري أعينكم أي: الضعفاء المؤمنين، الذين يحتقرهم الملأ الذين كفروا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم فإن كانوا صادقين في إيمانهم، فلهم الخير الكثير، وإن كانوا غير ذلك، فحسابهم على الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31إني إذا أي: إن قلت لكم شيئا مما تقدم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لمن الظالمين وهذا تأييس منه، عليه الصلاة والسلام لقومه، أن ينبذ فقراء المؤمنين، أو يمقتهم، وتقنيع لقومه، بالطرق المقنعة للمنصف.
(32) فلما رأوه لا ينكف عما كان عليه من دعوتهم، ولم يدركوا منه مطلوبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا من العذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32إن كنت من الصادقين فما أجهلهم وأضلهم، حيث قالوا هذه المقالة، لنبيهم الناصح.
فهلا قالوا إن كانوا صادقين: يا نوح قد نصحتنا، وأشفقت علينا، ودعوتنا إلى أمر، لم يتبين لنا، فنريد منك أن تبينه لنا لننقاد لك، وإلا فأنت مشكور في نصحك. لكان هذا الجواب المنصف، الذي قد دعي إلى أمر خفي عليه، ولكنهم في قولهم كاذبون، وعلى نبيهم متجرئون. ولم يردوا ما قاله بأدنى شبهة، فضلا عن أن يردوه بحجة.
[ ص: 749 ] ولهذا عدلوا - من جهلهم وظلمهم - إلى الاستعجال بالعذاب، وتعجيز الله.
(33) ولهذا أجابهم نوح عليه السلام بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=33إنما يأتيكم به الله إن شاء أي: إن اقتضت مشيئته وحكمته، أن ينزله بكم، فعل ذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=33وما أنتم بمعجزين لله، وأنا ليس بيدي من الأمر شيء.
(34)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم أي: إن إرادة الله غالبة، فإنه إذا أراد أن يغويكم، لردكم الحق، فلو حرصت غاية مجهودي، ونصحت لكم أتم النصح - وهو قد فعل عليه السلام - فليس ذلك بنافع لكم شيئا،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34هو ربكم يفعل بكم ما يشاء، ويحكم فيكم بما يريد
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34وإليه ترجعون فيجازيكم بأعمالكم.
(35)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أم يقولون افتراه هذا الضمير محتمل أن يعود إلى نوح، كما كان السياق في قصته مع قومه، وأن المعنى: أن قومه يقولون: افترى على الله كذبا، وكذب بالوحي الذي يزعم أنه من الله، وأن الله أمره أن يقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون أي: كل عليه وزره " ولا تزر وازرة وزر أخرى " .
ويحتمل أن يكون عائدا إلى النبي
محمد صلى الله عليه وسلم، وتكون هذه الآية معترضة، في أثناء قصة
نوح وقومه، لأنها من الأمور التي لا يعلمها إلا الأنبياء، فلما شرع الله في قصها على رسوله، وكانت من جملة الآيات الدالة على صدقه ورسالته، ذكر تكذيب قومه له مع البيان التام فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أم يقولون افتراه أي: هذا القرآن اختلقه محمد من تلقاء نفسه، أي: فهذا من أعجب الأقوال وأبطلها، فإنهم يعلمون أنه لم يقرأ ولم يكتب، ولم يرحل عنهم لدراسة على أهل الكتاب، فجاء بهذا الكتاب الذي تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله.
فإذا زعموا - مع هذا - أنه افتراه، علم أنهم معاندون، ولم يبق فائدة في حجاجهم، بل اللائق في هذه الحال، الإعراض عنهم، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35قل إن افتريته فعلي إجرامي أي: ذنبي وكذبي،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35وأنا بريء مما تجرمون أي: فلم تستلجون في تكذيبي؟.
(36) وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن أي: قد قسوا،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36فلا تبتئس بما كانوا يفعلون أي: فلا تحزن، ولا تبال بهم، وبأفعالهم، فإن الله قد مقتهم، وأحق عليهم عذابه الذي لا يرد.
(37)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37واصنع الفلك بأعيننا ووحينا أي: بحفظنا، ومرأى منا، وعلى مرضاتنا،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37ولا تخاطبني في الذين ظلموا أي: لا تراجعني في إهلاكهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37إنهم [ ص: 750 ] مغرقون أي: قد حق عليهم القول، ونفذ فيهم القدر.
(38) فامتثل أمر ربه، وجعل يصنع الفلك
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وكلما مر عليه ملأ من قومه ورأوا ما يصنع
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38سخروا منه قال إن تسخروا منا الآن
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38فإنا نسخر منكم كما تسخرون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم نحن أم أنتم. وقد علموا ذلك، حين حل بهم العقاب.
(40)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حتى إذا جاء أمرنا أي: قدرنا بوقت نزول العذاب بهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وفار التنور أي: أنزل الله السماء بالماء المنهمر، وفجر الأرض كلها عيونا حتى التنانير التي هي محل النار في العادة، وأبعد ما يكون عن الماء، تفجرت فالتقى الماء على أمر قد قدر.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40قلنا لنوح:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40احمل فيها من كل زوجين اثنين أي: من كل صنف من أصناف المخلوقات، ذكر وأنثى، لتبقى مادة سائر الأجناس وأما بقية الأصناف الزائدة عن الزوجين، فلأن السفينة لا تطيق حملها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وأهلك إلا من سبق عليه القول ممن كان كافرا، كابنه الذي غرق.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40ومن آمن ( و ) الحال أنه " ما آمن معه إلا قليل "
(41)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وقال نوح لمن أمره الله أن يحملهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها أي: تجري على اسم الله، وترسي على اسم الله، وتجري بتسخيره وأمره.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41إن ربي لغفور رحيم حيث غفر لنا ورحمنا، ونجانا من القوم الظالمين.
(42) ثم وصف جريانها كأنا نشاهدها فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وهي تجري بهم أي: بنوح ومن ركب معه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42في موج كالجبال والله حافظها وحافظ أهلها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42ونادى نوح ابنه لما ركب، ليركب معه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وكان ابنه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42في معزل عنهم، حين ركبوا، أي: مبتعدا وأراد منه، أن يقرب ليركب، فقال له:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين فيصيبك ما يصيبهم.
(43) فقال ابنه، مكذبا لأبيه أنه لا ينجو إلا من ركب معه السفينة.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43سآوي إلى جبل يعصمني من الماء أي: سأرتقي جبلا أمتنع به من الماء، فقال نوح:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم فلا يعصم أحدا، جبل ولا غيره، ولو
[ ص: 751 ] تسبب بغاية ما يمكنه من الأسباب، لما نجا إن لم ينجه الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43وحال بينهما الموج فكان الابن
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43من المغرقين .
(44) فلما أغرقهم الله ونجى نوحا ومن معه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقيل يا أرض ابلعي ماءك الذي خرج منك، والذي نزل إليك، أي: ابلعي الماء الذي على وجهك
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44ويا سماء أقلعي فامتثلتا لأمر الله، فابتلعت الأرض ماءها، وأقلعت السماء، فنضب الماء من الأرض،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقضي الأمر بهلاك المكذبين ونجاة المؤمنين.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44واستوت السفينة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44على الجودي أي: أرست على ذلك الجبل المعروف في أرض الموصل.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقيل بعدا للقوم الظالمين أي: أتبعوا بعد هلاكهم لعنة وبعدا، وسحقا لا يزال معهم.
(45)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق أي: وقد قلت لي: فاحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك ، ولن تخلف ما وعدتني به.
لعله عليه الصلاة والسلام، حملته الشفقة، وأن الله وعده بنجاة أهله، ظن أن الوعد لعمومهم، من آمن، ومن لم يؤمن، فلذلك دعا ربه بذلك الدعاء، ومع هذا، ففوض الأمر لحكمة الله البالغة.
(46) فقال الله له:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46إنه ليس من أهلك الذين وعدتك بإنجائهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46إنه عمل غير صالح أي: هذا الدعاء الذي دعيت به لنجاة كافر لا يؤمن بالله ولا رسوله.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46فلا تسألني ما ليس لك به علم أي: ما لا تعلم عاقبته، ومآله، وهل يكون خيرا، أو غير خير.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46إني أعظك أن تكون من الجاهلين أي: أني أعظك وعظا تكون به من الكاملين، وتنجو به من صفات الجاهلين.
(47) فحينئذ ندم
نوح، عليه السلام، ندامة شديدة، على ما صدر منه، و
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين .
فبالمغفرة والرحمة ينجو العبد من أن يكون من الخاسرين، ودل هذا على أن
نوحا، عليه السلام، لم يكن عنده علم، بأن سؤاله لربه، في نجاة ابنه محرم، داخل في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون بل تعارض عنده الأمران، وظن دخوله في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وأهلك .
وبعد هذا تبين له أنه داخل في المنهي عن الدعاء لهم، والمراجعة فيهم.
[ ص: 752 ] (48)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك من الآدميين وغيرهم من الأزواج التي حملها معه، فبارك الله في الجميع، حتى ملأوا أقطار الأرض ونواحيها.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48وأمم سنمتعهم في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48ثم يمسهم منا عذاب أليم أي: هذا الإنجاء، ليس بمانع لنا من أن من كفر بعد ذلك، أحللنا به العقاب، وإن متعوا قليلا فسيؤخذون بعد ذلك.
(49) قال الله لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم بعدما قص عليه هذه القصة المبسوطة، التي لا يعلمها إلا من من عليه برسالته.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=49تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فيقولوا: إنه كان يعلمها.
فاحمد الله، واشكره، واصبر على ما أنت عليه من الدين القويم، والصراط المستقيم، والدعوة إلى الله
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=49إن العاقبة للمتقين الذين يتقون الشرك وسائر المعاصي، فستكون لك العاقبة على قومك، كما كانت لنوح على قومه.
nindex.php?page=treesubj&link=31827_32026_33953_34274_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=treesubj&link=28639_28662_30532_32026_33953_34189_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_32024_33953_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30549_32022_33953_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30513_30549_32022_33953_34141_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالا إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29677_32022_32438_33953_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19537_30175_31791_32022_33953_34091_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=31788_32024_32408_33953_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30455_34092_34273_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=33قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ nindex.php?page=treesubj&link=18243_28657_29723_30347_30454_32022_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ [ ص: 746 ] تُرْجَعُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29706_30530_34130_34207_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30549_34170_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30539_31832_31836_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19037_30532_31836_34190_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_34190_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=31836_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ nindex.php?page=treesubj&link=28680_28723_28971_29676_29694_31836_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=18257_31757_31836_32433_33953_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=18257_30539_30549_31757_31832_31836_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30539_31832_31836_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19769_32456_33177_34089_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=34091_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=20009_30527_32064_32456_34513_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29676_30532_30550_31836_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=19570_29677_30175_30614_32016_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=49تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ
(25) أَيْ: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رَسُولَنَا نُوحًا أَوَّلَ الْمُرْسَلِينَ إِلَى قَوْمِهِ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الشِّرْكِ فَقَالَ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَيْ: بَيَّنْتُ لَكُمْ مَا أَنْذَرْتُكُمْ بِهِ، بَيَانًا زَالَ بِهِ الْإِشْكَالُ.
(26)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ أَيْ: أَخْلِصُوا الْعِبَادَةَ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَاتْرُكُوا كُلَّ مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ إِنْ لَمْ تَقُومُوا بِتَوْحِيدِ اللَّهِ وَتُطِيعُونِي.
(27)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ أَيِ: الْأَشْرَافُ وَالرُّؤَسَاءُ، رَادِّينَ لِدَعْوَةِ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَمَا جَرَتِ الْعَادَةُ لِأَمْثَالِهِمْ، أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ رَدَّ دَعْوَةَ الْمُرْسَلِينَ.
[ ص: 747 ] nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا وَهَذَا مَانِعٌ بِزَعْمِهِمْ عَنِ اتِّبَاعِهِ، مَعَ أَنَّهُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ هُوَ الصَّوَابُ، الَّذِي لَا يَنْبَغِي غَيْرُهُ، لِأَنَّ الْبَشَرَ يَتَمَكَّنُ الْبَشَرُ أَنْ يَتَلَقَّوْا عَنْهُ، وَيُرَاجِعُوهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ، بِخِلَافِ الْمَلَائِكَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا أَيْ: مَا نَرَى اتَّبَعَكَ مِنَّا إِلَّا الْأَرَاذِلُ وَالسَّفَلَةُ، بِزَعْمِهِمْ.
وَهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ الْأَشْرَافُ، وَأَهْلُ الْعُقُولِ، الَّذِينَ انْقَادُوا لِلْحَقِّ وَلَمْ يَكُونُوا كَالْأَرَاذِلِ، الَّذِينَ يُقَالُ لَهُمُ الْمَلَأُ الَّذِينَ اتَّبَعُوا كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، وَاتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، يَتَقَرَّبُونَ إِلَيْهَا وَيَسْجُدُونَ لَهَا، فَهَلْ تَرَى أَرْذَلَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَأَخَسَّ؟.
وَقَوْلُهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27بَادِيَ الرَّأْيِ أَيْ: إِنَّمَا اتَّبَعُوكَ مِنْ غَيْرِ تَفَكُّرٍ وَرَوِيَّةٍ، بَلْ بِمُجَرَّدِ مَا دَعَوْتَهُمُ اتَّبَعُوكَ، يَعْنُونَ بِذَلِكَ، أَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ، وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الْحَقَّ الْمُبِينَ تَدْعُو إِلَيْهِ بَدَاهَةُ الْعُقُولُ، وَبِمُجَرَّدِ مَا يَصِلُ إِلَى أُولِي الْأَلْبَابِ، يَعْرِفُونَهُ وَيَتَحَقَّقُونَهُ، لَا كَالْأُمُورِ الْخَفِيَّةِ، الَّتِي تَحْتَاجُ إِلَى تَأَمُّلٍ، وَفِكْرٍ طَوِيلٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ أَيْ: لَسْتُمْ أَفْضَلَ مِنَّا فَنَنْقَادُ لَكُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ وَكَذَبُوا فِي قَوْلِهِمْ هَذَا، فَإِنَّهُمْ رَأَوْا مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ مُؤَيِّدَةً
لِنُوحٍ، مَا يُوجِبُ لَهُمُ الْجَزْمَ التَّامَّ عَلَى صِدْقِهِ.
(28) وَلِهَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28قَالَ لَهُمْ نُوحٌ مُجَاوِبًا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي أَيْ: عَلَى يَقِينٍ وَجَزْمٍ، يَعْنِي: وَهُوَ الرَّسُولُ الْكَامِلُ الْقُدْوَةُ، الَّذِي يَنْقَادُ لَهُ أُولُو الْأَلْبَابِ، وَيَضْمَحِلُّ فِي جَنْبِ عَقْلِهِ، عُقُولُ الْفُحُولِ مِنَ الرِّجَالِ، وَهُوَ الصَّادِقُ حَقًّا، فَإِذَا قَالَ: إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي، فَحَسْبُكَ بِهَذَا الْقَوْلِ، شَهَادَةً لَهُ وَتَصْدِيقًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ أَيْ: أَوْحَى إِلَيَّ وَأَرْسَلَنِي، وَمَنَّ عَلَيَّ بِالْهِدَايَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَيْ: خَفِيَتْ عَلَيْكُمْ، وَبِهَا تَثَاقَلْتُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أَنُلْزِمُكُمُوهَا أَيْ: أَنُكْرِهُكُمْ عَلَى مَا تَحَقَّقْنَاهُ، وَشَكَكْتُمْ أَنْتُمْ فِيهِ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ حَتَّى حَرَصْتُمْ عَلَى رَدِّ مَا جِئْتُ بِهِ، لَيْسَ ذَلِكَ ضَارَّنَا، وَلَيْسَ بِقَادِحٍ مِنْ يَقِينِنَا فِيهِ، وَلَا قَوْلُكُمْ وَافْتِرَاؤُكُمْ عَلَيْنَا، صَادًّا لَنَا عَمَّا كُنَّا عَلَيْهِ.
وَإِنَّمَا غَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ صَادًّا لَكُمْ أَنْتُمْ، وَمُوجَبًا لِعَدَمِ انْقِيَادِكُمْ لِلْحَقِّ الَّذِي تَزْعُمُونَ أَنَّهُ بَاطِلٌ، فَإِذَا وَصَلَتِ الْحَالُ إِلَى هَذِهِ الْغَايَةِ، فَلَا نَقْدِرُ عَلَى إِكْرَاهِكُمْ، عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ، وَلَا إِلْزَامِكُمْ مَا نَفَرْتُمْ عَنْهُ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ .
(29)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَيْ: عَلَى دَعْوَتِي إِيَّاكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29مَالا فَسَتَسْتَثْقِلُونَ الْمَغْرَمَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَكَأَنَّهُمْ طَلَبُوا مِنْهُ طَرْدَ الْمُؤْمِنِينَ الضُّعَفَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا أَيْ: مَا يَنْبَغِي لِي، وَلَا يَلِيقُ بِي
[ ص: 748 ] ذَلِكَ، بَلْ أَتَلَقَّاهُمْ بِالرُّحْبِ وَالْإِكْرَامِ، وَالْإِعْزَازِ وَالْإِعْظَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ فَمُثِيبُهُمْ عَلَى إِيمَانِهِمْ وَتَقْوَاهُمْ بِجَنَّاتِ النَّعِيمِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ حَيْثُ تَأْمُرُونَنِي، بِطَرْدِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ، وَإِبْعَادِهِمْ عَنِّي. وَحَيْثُ رَدَدْتُمُ الْحَقَّ، لِأَنَّهُمْ أَتْبَاعُهُ، وَحَيْثُ اسْتَدْلَلْتُمْ عَلَى بُطْلَانِ الْحَقِّ بِقَوْلِكُمْ إِنِّي بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَإِنَّهُ لَيْسَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ فَضْلٍ.
(30)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَيْ: مَنْ يَمْنَعُنِي مِنْ عَذَابِهِ، فَإِنَّ طَرْدَهُمْ مُوجِبٌ لِلْعَذَابِ وَالنَّكَالِ، الَّذِي لَا يَمْنَعُهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَانِعٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30أَفَلا تَذَكَّرُونَ مَا هُوَ الْأَنْفَعُ لَكُمْ وَالْأَصْلَحُ، وَتَدَبَّرُونَ الْأُمُورَ.
(31)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ أَيْ: غَايَتِي أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، أُبَشِّرُكُمْ، وَأُنْذِرُكُمْ، وَأَمَّا مَا عَدَا ذَلِكَ، فَلَيْسَ بِيَدِي مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ، فَلَيْسَتْ خَزَائِنُ اللَّهِ عِنْدِي، أُدَبِّرُهَا أَنَا، وَأُعْطِي مَنْ أَشَاءُ، وَأَحْرِمُ مَنْ أَشَاءُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ فَأُخْبِرُكُمْ بِسَرَائِرِكُمْ وَبَوَاطِنِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَالْمَعْنَى: أَنِّي لَا أَدَّعِي رُتْبَةً فَوْقَ رُتْبَتِي، وَلَا مَنْزِلَةً سِوَى الْمَنْزِلَةِ، الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ بِهَا، وَلَا أَحْكُمُ عَلَى النَّاسِ بِظَنِّي.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ أَيِ: الضُّعَفَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، الَّذِينَ يَحْتَقِرُهُمُ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَإِنْ كَانُوا صَادِقِينَ فِي إِيمَانِهِمْ، فَلَهُمُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ، وَإِنْ كَانُوا غَيْرَ ذَلِكَ، فَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31إِنِّي إِذًا أَيْ: إِنْ قُلْتُ لَكُمْ شَيْئًا مِمَّا تَقَدَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لَمِنَ الظَّالِمِينَ وَهَذَا تَأْيِيسٌ مِنْهُ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِقَوْمِهِ، أَنْ يَنْبِذَ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ يَمْقُتَهُمْ، وَتَقْنِيعٌ لِقَوْمِهِ، بِالطُّرُقِ الْمُقْنِعَةِ لِلْمُنْصِفِ.
(32) فَلَمَّا رَأَوْهُ لَا يُنْكَفُّ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ دَعْوَتِهِمْ، وَلَمْ يُدْرِكُوا مِنْهُ مَطْلُوبَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا مِنَ الْعَذَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَمَا أَجْهَلَهُمْ وَأَضَلَّهُمْ، حَيْثُ قَالُوا هَذِهِ الْمَقَالَةَ، لِنَبِيِّهِمُ النَّاصِحِ.
فَهَلَّا قَالُوا إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ: يَا نُوحُ قَدْ نَصَحَتْنَا، وَأَشْفَقْتَ عَلَيْنَا، وَدَعَوْتَنَا إِلَى أَمْرٍ، لَمْ يَتَبَيَّنْ لَنَا، فَنُرِيدُ مِنْكَ أَنْ تُبَيِّنَهُ لَنَا لِنَنْقَادَ لَكَ، وَإِلَّا فَأَنْتَ مَشْكُورٌ فِي نُصْحِكَ. لَكَانَ هَذَا الْجَوَابَ الْمُنْصِفَ، الَّذِي قَدْ دُعِيَ إِلَى أَمْرٍ خَفِيَ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّهُمْ فِي قَوْلِهِمْ كَاذِبُونَ، وَعَلَى نَبِيِّهِمْ مُتَجَرِّئُونَ. وَلَمْ يَرُدُّوا مَا قَالَهُ بِأَدْنَى شُبْهَةٍ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَرُدُّوهُ بِحُجَّةٍ.
[ ص: 749 ] وَلِهَذَا عَدَلُوا - مِنْ جَهْلِهِمْ وَظُلْمِهِمْ - إِلَى الِاسْتِعْجَالِ بِالْعَذَابِ، وَتَعْجِيزِ اللَّهِ.
(33) وَلِهَذَا أَجَابَهُمْ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=33إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ أَيْ: إِنِ اقْتَضَتْ مَشِيئَتُهُ وَحِكْمَتُهُ، أَنْ يُنْزِلَهُ بِكُمْ، فَعَلَ ذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=33وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ لِلَّهِ، وَأَنَا لَيْسَ بِيَدِي مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ.
(34)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ أَيْ: إِنَّ إِرَادَةَ اللَّهِ غَالِبَةٌ، فَإِنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُغْوِيَكُمْ، لِرَدِّكُمُ الْحَقَّ، فَلَوْ حَرَصْتُ غَايَةَ مَجْهُودِي، وَنَصَحْتُ لَكُمْ أَتَمَّ النُّصْحِ - وَهُوَ قَدْ فَعَلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَلَيْسَ ذَلِكَ بِنَافِعٍ لَكُمْ شَيْئًا،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34هُوَ رَبُّكُمْ يَفْعَلُ بِكُمْ مَا يَشَاءُ، وَيَحْكُمُ فِيكُمْ بِمَا يُرِيدُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فَيُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ.
(35)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ هَذَا الضَّمِيرُ مُحْتَمَلٌ أَنْ يَعُودَ إِلَى نُوحٍ، كَمَا كَانَ السِّيَاقُ فِي قِصَّتِهِ مَعَ قَوْمِهِ، وَأَنَّ الْمَعْنَى: أَنَّ قَوْمَهُ يَقُولُونَ: افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا، وَكَذَبَ بِالْوَحْيِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ، وَأَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ أَيْ: كُلٌّ عَلَيْهِ وِزْرُهُ " وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " .
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَائِدًا إِلَى النَّبِيِّ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَكُونَ هَذِهِ الْآيَةُ مُعْتَرِضَةً، فِي أَثْنَاءِ قِصَّةِ
نُوحٍ وَقَوْمِهِ، لِأَنَّهَا مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ، فَلَمَّا شَرَعَ اللَّهُ فِي قَصِّهَا عَلَى رَسُولِهِ، وَكَانَتْ مِنْ جُمْلَةِ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِهِ وَرِسَالَتِهِ، ذَكَرَ تَكْذِيبَ قَوْمِهِ لَهُ مَعَ الْبَيَانِ التَّامِّ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ أَيْ: هَذَا الْقُرْآنُ اخْتَلَقَهُ مُحَمَّدٌ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، أَيْ: فَهَذَا مِنْ أَعْجَبِ الْأَقْوَالِ وَأَبْطَلِهَا، فَإِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ يَقْرَأْ وَلَمْ يَكْتُبْ، وَلَمْ يَرْحَلْ عَنْهُمْ لِدِرَاسَةٍ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ، فَجَاءَ بِهَذَا الْكِتَابِ الَّذِي تَحَدَّاهُمْ أَنْ يَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ.
فَإِذَا زَعَمُوا - مَعَ هَذَا - أَنَّهُ افْتَرَاهُ، عُلِمَ أَنَّهُمْ مُعَانِدُونَ، وَلَمْ يَبْقَ فَائِدَةٌ فِي حُجَاجِهِمْ، بَلِ اللَّائِقُ فِي هَذِهِ الْحَالِ، الْإِعْرَاضُ عَنْهُمْ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي أَيْ: ذَنْبِي وَكَذِبِي،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ أَيْ: فَلِمَ تَسْتَلِجُّونَ فِي تَكْذِيبِي؟.
(36) وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلا مَنْ قَدْ آمَنَ أَيْ: قَدْ قَسَوْا،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ أَيْ: فَلَا تَحْزَنْ، وَلَا تُبَالِ بِهِمْ، وَبِأَفْعَالِهِمْ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ مَقَتَهُمْ، وَأَحَقَّ عَلَيْهِمْ عَذَابَهُ الَّذِي لَا يُرَدُّ.
(37)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا أَيْ: بِحِفْظِنَا، وَمَرْأًى مِنَّا، وَعَلَى مَرْضَاتِنَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيْ: لَا تُرَاجِعْنِي فِي إِهْلَاكِهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37إِنَّهُمْ [ ص: 750 ] مُغْرَقُونَ أَيْ: قَدْ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ، وَنَفَذَ فِيهِمُ الْقَدَرُ.
(38) فَامْتَثَلَ أَمْرَ رَبِّهِ، وَجَعَلَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ وَرَأَوْا مَا يَصْنَعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا الْآنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ نَحْنُ أَمْ أَنْتُمْ. وَقَدْ عَلِمُوا ذَلِكَ، حِينَ حَلَّ بِهِمُ الْعِقَابُ.
(40)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا أَيْ: قَدَّرْنَا بِوَقْتِ نُزُولِ الْعَذَابِ بِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَفَارَ التَّنُّورُ أَيْ: أَنْزَلَ اللَّهُ السَّمَاءَ بِالْمَاءِ الْمُنْهَمِرِ، وَفَجَّرَ الْأَرْضَ كُلَّهَا عُيُونًا حَتَّى التَّنَانِيرُ الَّتِي هِيَ مَحَلُّ النَّارِ فِي الْعَادَةِ، وَأَبْعَدُ مَا يَكُونُ عَنِ الْمَاءِ، تَفَجَّرَتْ فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40قُلْنَا لِنُوحٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ أَيْ: مِنْ كُلِّ صِنْفٍ مِنْ أَصْنَافِ الْمَخْلُوقَاتِ، ذِكْرٍ وَأُنْثَى، لِتَبْقَى مَادَّةُ سَائِرِ الْأَجْنَاسِ وَأَمَّا بَقِيَّةُ الْأَصْنَافِ الزَّائِدَةِ عَنِ الزَّوْجَيْنِ، فَلِأَنَّ السَّفِينَةَ لَا تُطِيقُ حَمْلَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِمَّنْ كَانَ كَافِرًا، كَابْنِهِ الَّذِي غَرِقَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَمَنْ آمَنَ ( وَ ) الْحَالُ أَنَّهُ " مَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ "
(41)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وَقَالَ نُوحٌ لِمَنْ أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَحْمِلَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا أَيْ: تَجْرِي عَلَى اسْمِ اللَّهِ، وَتَرْسِي عَلَى اسْمِ اللَّهِ، وَتَجْرِي بِتَسْخِيرِهِ وَأَمْرِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ حَيْثُ غَفَرَ لَنَا وَرَحِمَنَا، وَنَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
(42) ثُمَّ وَصَفَ جَرَيَانَهَا كَأَنَّا نُشَاهِدُهَا فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ أَيْ: بِنُوحٍ وَمَنْ رَكِبَ مَعَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَاللَّهُ حَافِظُهَا وَحَافِظُ أَهْلِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ لَمَّا رَكِبَ، لِيَرْكَبَ مَعَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَكَانَ ابْنُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42فِي مَعْزِلٍ عَنْهُمْ، حِينَ رَكِبُوا، أَيْ: مُبْتَعِدًا وَأَرَادَ مِنْهُ، أَنْ يَقْرُبَ لِيَرْكَبَ، فَقَالَ لَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ فَيُصِيبَكَ مَا يُصِيبُهُمْ.
(43) فَقَالَ ابْنُهُ، مُكَذِّبًا لِأَبِيهِ أَنَّهُ لَا يَنْجُو إِلَّا مَنْ رَكِبَ مَعَهُ السَّفِينَةَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ أَيْ: سَأَرْتَقِي جَبَلًا أَمْتَنِعُ بِهِ مِنَ الْمَاءِ، فَقَالَ نُوحٌ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ فَلَا يَعْصِمُ أَحَدًا، جَبَلٌ وَلَا غَيْرُهُ، وَلَوْ
[ ص: 751 ] تَسَبَّبَ بِغَايَةِ مَا يُمْكِنُهُ مِنَ الْأَسْبَابِ، لَمَا نَجَا إِنْ لَمْ يُنْجِهِ اللَّهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ الِابْنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43مِنَ الْمُغْرَقِينَ .
(44) فَلَمَّا أَغْرَقَهُمُ اللَّهُ وَنَجَّى نُوحًا وَمَنْ مَعَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ الَّذِي خَرَجَ مِنْكِ، وَالَّذِي نَزَلَ إِلَيْكِ، أَيِ: ابْلَعِي الْمَاءَ الَّذِي عَلَى وَجْهِكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي فَامْتَثَلَتَا لِأَمْرِ اللَّهِ، فَابْتَلَعَتِ الْأَرْضُ مَاءَهَا، وَأَقْلَعَتِ السَّمَاءُ، فَنَضَبَ الْمَاءُ مِنَ الْأَرْضِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقُضِيَ الأَمْرُ بِهَلَاكِ الْمُكَذِّبِينَ وَنَجَاةِ الْمُؤْمِنِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَاسْتَوَتْ السَّفِينَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44عَلَى الْجُودِيِّ أَيْ: أَرْسَتْ عَلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ الْمَعْرُوفِ فِي أَرْضِ الْمَوْصِلِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ أَيْ: أُتْبِعُوا بَعْدَ هَلَاكِهِمْ لَعْنَةً وَبُعْدًا، وَسُحْقًا لَا يَزَالُ مَعَهُمْ.
(45)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ أَيْ: وَقَدْ قُلْتَ لِي: فَاحْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ ، وَلَنْ تُخْلِفَ مَا وَعَدْتَنِي بِهِ.
لَعَلَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، حَمَلَتْهُ الشَّفَقَةُ، وَأَنَّ اللَّهَ وَعَدَهُ بِنَجَاةِ أَهْلِهِ، ظَنَّ أَنَّ الْوَعْدَ لِعُمُومِهِمْ، مَنْ آمَنَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ، فَلِذَلِكَ دَعَا رَبَّهُ بِذَلِكَ الدُّعَاءِ، وَمَعَ هَذَا، فَفَوَّضَ الْأَمْرَ لِحِكْمَةِ اللَّهِ الْبَالِغَةِ.
(46) فَقَالَ اللَّهُ لَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ الَّذِينَ وَعَدْتُكَ بِإِنْجَائِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ أَيْ: هَذَا الدُّعَاءُ الَّذِي دُعِيتَ بِهِ لِنَجَاةِ كَافِرٍ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ أَيْ: مَا لَا تَعْلَمُ عَاقِبَتَهُ، وَمَآلَهُ، وَهَلْ يَكُونُ خَيْرًا، أَوْ غَيْرَ خَيْرٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ أَيْ: أَنِّي أَعِظُكَ وَعْظًا تَكُونُ بِهِ مِنَ الْكَامِلِينَ، وَتَنْجُو بِهِ مِنْ صِفَاتِ الْجَاهِلِينَ.
(47) فَحِينَئِذٍ نَدِمَ
نُوحٌ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، نَدَامَةً شَدِيدَةً، عَلَى مَا صَدَرَ مِنْهُ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ .
فَبِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ يَنْجُو الْعَبْدُ مِنْ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ، وَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ
نُوحًا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عِلْمٌ، بِأَنَّ سُؤَالَهُ لِرَبِّهِ، فِي نَجَاةِ ابْنِهِ مُحَرَّمٌ، دَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ بَلْ تَعَارَضَ عِنْدَهُ الْأَمْرَانِ، وَظَنَّ دُخُولَهُ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَأَهْلَكَ .
وَبَعْدَ هَذَا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ دَاخِلٌ فِي الْمَنْهِيِّ عَنِ الدُّعَاءِ لَهُمْ، وَالْمُرَاجَعَةِ فِيهِمْ.
[ ص: 752 ] (48)
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ مِنَ الْآدَمِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْأَزْوَاجِ الَّتِي حَمَلَهَا مَعَهُ، فَبَارَكَ اللَّهُ فِي الْجَمِيعِ، حَتَّى مَلَأُوا أَقْطَارَ الْأَرْضِ وَنَوَاحِيَهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ أَيْ: هَذَا الْإِنْجَاءُ، لَيْسَ بِمَانِعٍ لَنَا مِنْ أَنَّ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ، أَحْلَلْنَا بِهِ الْعِقَابَ، وَإِنْ مُتِّعُوا قَلِيلًا فَسَيُؤْخَذُونَ بَعْدَ ذَلِكَ.
(49) قَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا قَصَّ عَلَيْهِ هَذِهِ الْقِصَّةَ الْمَبْسُوطَةَ، الَّتِي لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا مَنْ مَنَّ عَلَيْهِ بِرِسَالَتِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=49تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَيَقُولُوا: إِنَّهُ كَانَ يَعْلَمُهَا.
فَاحْمَدِ اللَّهَ، وَاشْكُرْهُ، وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدِّينِ الْقَوِيمِ، وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَالدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=49إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يَتَّقُونَ الشِّرْكَ وَسَائِرَ الْمَعَاصِي، فَسَتَكُونُ لَكَ الْعَاقِبَةُ عَلَى قَوْمِكَ، كَمَا كَانَتْ لِنُوحٍ عَلَى قَوْمِهِ.