الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دجج ]

                                                          دجج : دج القوم يدجون دجا ودجيجا ودججانا : مشوا مشيا رويدا في تقارب خطو ; وقيل : هو أن يقبلوا ويدبروا ; وقيل : هو الدبيب بعينه ودج يدج إذا أسرع ، ودج يدج ودب يدب ، بمعنى ; قال ابن مقبل :


                                                          إذا سد بالمحل آفاقها جهام يدج دجيج الظعن

                                                          قال ابن السكيت : لا يقال يدجون حتى يكونوا جماعة ، ولا يقال ذلك للواحد ، وهم الداجة .

                                                          وفي الحديث : قال لرجل أين نزلت ؟ قال : بالشق الأيسر من منى ، قال : ذاك منزل الداج فلا تنزله .

                                                          ودج البيت إذا وكف .

                                                          وأقبل الحاج والداج ; الحاج : الذين يحجون ، والداج : الذين معهم من الأجراء والمكارين والأعوان ونحوهم ، لأنهم يدجون على الأرض أي يدبون ويسعون في السفر ، وهذان اللفظان وإن كانا مفردين فالمراد بهما الجمع ، كقوله تعالى : مستكبرين به سامرا تهجرون .

                                                          وقيل : هم الذين يدبون في آثارهم من التجار وغيرهم .

                                                          وفي حديث ابن عمر : رأى قوما في الحج لهم هيئة أنكرها فقال : هؤلاء الداج وليسوا بالحاج .

                                                          الجوهري : وأما الحديث : ما تركت من حاجة ولا داجة إلا أتيت ، فهو مخفف ، إتباع للحاجة .

                                                          قال ابن بري : ذكر الجوهري هذا في فصل دجج وهم منه ، لأن الداجة أصلها دوجة ، كما أن حاجة أصلها حوجة ، وحكمها حكمها ، وإنما ذكر الجوهري الداجة في فصل دجج لأنه توهمها من الداجة الجماعة الذين يدجون على الأرض أي يدبون في السير ، وليست هذه اللفظة من معنى الحاجة في شيء .

                                                          ابن الأثير : وفي الحديث ، قال لرجل : ما تركت حاجة ولا داجة . قال : وهكذا جاء في رواية بالتشديد . قال الخطابي : الحاجة القاصدون البيت ، والداجة الراجعون ، والمشهور هو بالتخفيف .

                                                          وأراد بالحاجة الصغيرة ، وبالداجة الكبيرة ، وهو مذكور في موضعه .

                                                          وفي كلام بعضهم : أما وحواج بيت الله ودواجه لأفعلن كذا وكذا .

                                                          وقال أبو عبيد : في حديث ابن عمر هؤلاء الداج وليسوا بالحاج ، قال : هم الذين يكونون مع الحاج مثل الأجراء والجمالين والخدم وما أشبههم ; وقيل : إنما قيل لهم داج لأنهم يدجون على الأرض .

                                                          والدججان : هو الدبيب في السير ; وأنشد :


                                                          باتت تداعي قربا أفايجا     تدعو بذاك الدججان الدارجا

                                                          قال أبو عبيد : فأراد ابن عمر أن هؤلاء لا حج لهم ، وليس عندهم شيء إلا أنهم يسيرون ويدجون ، ولا حج لهم . أبو زيد : الداج التباع والجمالون ، والحاج أصحاب النيات ، والزاج المراءون .

                                                          والدجاجة والدجاجة معروفة ، سميت بذلك لإقبالها وإدبارها ، تقع على الذكر والأنثى ، لأن الهاء إنما دخلته على أنه واحد من جنس ، مثل حمامة وبطة ; ألا ترى إلى قول جرير :

                                                          [ ص: 218 ]

                                                          لما تذكرت بالديرين أرقني     صوت الدجاج وضرب بالنواقيس

                                                          إنما يعني زقاء الديوك ؟ والجمع دجاج ودجاج ودجائج ، وفتح الدال أفصح ، فأما دجائج فجمع ظاهر الأمر ، وأما دجاج فقد يكون جمع دجاجة كسدرة وسدر ، في أنه ليس بينه وبين واحده إلا الهاء ، وقد يكون تكسير دجاجة على أن تكون الكسرة في الجمع غير الكسرة التي كانت في الواحد ، والألف غير الألف لكنها كسرة الجمع وألفه ، فتكون الكسرة في الواحد ككسرة عين عمامة ، وفي الجمع ككسرة قاف قصاع وجيم جفان .

                                                          وقد يكون جمع دجاجة على طرح الزائد ، كقولك صفحة وصحاف فكأنه حينئذ جمع دجة .

                                                          وأما دجاج فمن الجمع الذي ليس بينه وبين واحده إلا الهاء كحمامة وحمام ويمامة ويمام . قال سيبويه : وقالوا دجاجة ودجاج ودجاجات .

                                                          قال : وبعضهم يقول دجاج ودجاج ودجاجات ودجاجات ; وقول جرير :


                                                          صوت الدجاج وقرع بالنواقيس

                                                          قال : أراد أرقني انتظار صوت الدجاج .

                                                          أي الديوك ، وذلك أنه كان مزمعا سفرا فأرق ينتظره .

                                                          ودج دج : دعاؤك بالدجاجة .

                                                          ودجدج بالدجاجة : صاح بها فقال : دج دج .

                                                          ودجدجت بها وكركرت أي صحت .

                                                          ودجدجت الدجاجة في مشيها : عدت .

                                                          والدج : الفروج ; قال :

                                                          والديك والدج مع الدجاج

                                                          وقيل : الدج مولد ; وقيل في قول لبيد :


                                                          باكرت حاجتها الدجاج بسحرة

                                                          أنه أراد الديك وصقيعه في سحرة .

                                                          التهذيب : وجمع الدجاج دجج .

                                                          والدجاج : الكبة من الغزل ، وقيل : الحفش منه ، وجمعها دجاج ; وأنشد قول أبي المقدام الخزاعي في أحجيته :


                                                          وعجوزا رأيت باعت دجاجا     لم يفرخن قد رأيت عضالا
                                                          ثم عاد الدجاج من عجب الده     ر فراريج ، صبية أبذالا

                                                          والدجاج هذا جمع دجاجة لكبة الغزل .

                                                          والفراريج : جمع فروج للدراعة والقباء .

                                                          والأبذال : التي تبتذل في اللباس .

                                                          والدجاجة : ما نتأ من صدر الفرس ; قال :

                                                          بانت دجاجته عن الصدر

                                                          وهما دجاجتان عن يمين الزور وشماله ; قال ابن براقة الهمداني :


                                                          يفتر عن زور دجاجتين

                                                          والدجة ، بالضم : شدة الظلمة .

                                                          وقد تدجدج الليل ; وليل دجوج ودجوجي ودجاجي وديجوج : مظلم .

                                                          وليلة ديجوج : مظلمة .

                                                          ودجدج الليل : أظلم .

                                                          وجمع الديجوج دياجيج دياج ، وأصله دياجيج ، فخففوه بحذف الجيم الأخيرة ; قال ابن سيده : التعليل لابن جني .

                                                          وشعر دجوجي ودجيج : أسود ; وقيل : الدجيج والدجداج : الأسود من كل شيء .

                                                          وليلة دجداجة : شديدة الظلمة .

                                                          ودججت السماء تدجيجا : غيمت .

                                                          وتدجج في سلاحه : دخل .

                                                          والمدجج والمدجج : المتدجج في سلاحه . أبو عبيد : المدجدج اللابس السلاح التام ; وقال شمر : ويقال مدجج أيضا . الليث : المدجج الفارس الذي قد تدجج في شكته أي شاك السلاح ، قال أي دخل في سلاحه كأنه تغطى به .

                                                          وفي حديث وهب : خرج داود مدججا في السلاح ، روي بكسر الجيم وفتحها ، أي عليه سلاح تام ، سمي به لأنه يدج أي يمشي رويدا لثقله ; وقيل : لأنه يتغطى به ، من دججت السماء إذا تغيمت .

                                                          والمدجج الدلدل من القنافذ .

                                                          ابن سيده : والمدجج القنفذ ، قال : أراه لدخوله في شوكه ; وإياه عنى الشاعر بقوله :


                                                          ومدجج يسعى بشكته     محمرة عيناه كالكلب

                                                          الأصمعي : دججت الستر دجا إذا أرخيته ، فهو مدجوج . ابن الأعرابي : الدجج الجبال السود ، والدجج أيضا : تراكم الظلام .

                                                          والدجة : شدة الظلمة ، ومنه اشتقاق الديجوج بمعنى الظلام .

                                                          وليل دجوجي وشعر دجوجي وسواد دجوجي ، وتدجدج الليل فهي دجداجة ; وأنشد :


                                                          إذا رداء ليلة تدجدجا

                                                          وبعير دجوجي وناقة دجوجية أي شديدة السواد .

                                                          وناقة دجوجاة : منبسطة على الأرض .

                                                          والدجة : جلدة قدر أصبعين توضع في طرف السير الذي تعلق به القوس ، وفيه حلقة فيها طرف السير .

                                                          ودجاجة : اسم امرأة .

                                                          ودجوج : موضع ; قال أبو ذؤيب :


                                                          فإنك عمري أي نظرة عاشق     نظرت وقدس دوننا ودجوج

                                                          ودجوج : اسم بلد في بلاد قيس .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية