الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دجل ]

                                                          دجل : الدجيل والدجالة : القطران .

                                                          والدجل : شدة طلي الجرب بالقطران .

                                                          ودجل البعير : طلاه به ، وقيل : عم جسمه بالهناء ، وإذا هنئ جسد البعير أجمع فذلك التدجيل ، فإذا جعلته في المشاعر فذلك الدس .

                                                          والبعير المدجل : المهنوء بالقطران ; وأنشد ابن بري لذي الرمة :


                                                          وشوهاء تعدو بي إلى صارخ الوغى بمستلئم مثل البعير المدجل

                                                          قال : والدجلة التي يعسل فيها النحل الوحشي .

                                                          ودجل الشيء غطاه .

                                                          ودجلة : اسم نهر ، من ذلك لأنها غطت الأرض بمائها حين فاضت ، وحكى اللحياني في دجلة دجلة ، بالفتح ; غيره : دجلة اسم معرفة لنهر العراق ، وفي الصحاح : دجلة نهر بغداد .

                                                          قال ثعلب : تقول عبرت دجلة بغير ألف ولام .

                                                          ودجيل : نهر صغير متشعب من دجلة .

                                                          ودجل الرجل وسرج ، وهو دجال : كذب ، وهو من ذلك لأن الكذب تغطية ، وبينهم دوجلة وهوجلة ودوجرة وسروجة : وهو كلام يتناقل وناس مختلفون .

                                                          والداجل : المموه الكذاب ، وبه سمي الدجال .

                                                          والدجال : هو المسيح الكذاب ، وإنما دجله سحره وكذبه .

                                                          ابن سيده : المسيح الدجال رجل من يهود يخرج في آخر هذه الأمة ، سمي بذلك لأنه يدجل الحق بالباطل ، وقيل : بل لأنه يغطي الأرض بكثرة جموعه ، وقيل : لأنه يغطي على الناس بكفره ، وقيل : لأنه يدعي الربوبية ، سمي بذلك لكذبه ، وكل هذه المعاني متقارب .

                                                          قال ابن خالويه : ليس أحد فسر الدجال أحسن من تفسير أبي عمرو قال : الدجال المموه ، يقال : دجلت السيف موهته وطليته بماء الذهب ، قال : وليس أحد جمعه إلا مالك بن أنس في قوله هؤلاء الدجاجلة ; ورأيت هنا حاشية قال : صوابه أن يقول لم يجمعه على دجاجلة إلا مالك بن أنس ، إذ قد جمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه الصحيح فقال : يكون في آخر الزمان دجالون أي كذابون مموهون ، وقال : إن بين يدي الساعة دجالين كذابين فاحذروهم .

                                                          وقد تكرر ذكر الدجال في الحديث ، وهو الذي يظهر في آخر الزمان يدعي الإلهية ; وفعال من أبنية المبالغة أي يكثر منه الكذب والتلبيس . الأزهري : كل كذاب فهو دجال ، وجمعه دجالون ، وقيل : سمي بذلك لأنه يستر الحق بكذبه .

                                                          والدجال والدجالة : الرفقة العظيمة .

                                                          ورفقة دجالة : عظيمة تغطي الأرض بكثرة أهلها ، وقيل : هي الرفقة تحمل المتاع للتجارة ; وأنشد :


                                                          دجالة من أعظم الرفاق

                                                          وكل شيء موهته بماء ذهب وغيره فقد دجلته .

                                                          والدجال : الذهب ، وقيل : ماء الذهب ; حكاه كراع وأنشد :


                                                          ووقع صفائح مخشوبة     عليها يد الدهر دجالها

                                                          وهو اسم كالقذاف والجبان ; وقال النابغة الجعدي :


                                                          ثم نزلنا وكسرنا الرماح ، وجر     ردنا صفيحا كسته الروم دجالا

                                                          ودجل الشيء بالذهب .

                                                          التهذيب : يقال لماء الذهب دجال ، وبه شبه الدجال لأنه يظهر خلاف ما يضمر ; قال أبو العباس : سمي الدجال دجالا لضربه في الأرض وقطعه أكثر نواحيها ، ويقال : قد دجل الرجل إذا فعل ذلك . قال : وقال مرة أخرى سمي دجالا لتمويهه على الناس وتلبيسه وتزيينه الباطل ، يقال : قد دجل إذا موه ولبس ، وفي الحديث : أن أبا بكر - رضي الله عنه - خطب فاطمة - رضي الله عنها - إلى سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إني وعدتها لعلي ولست بدجال ، أي بخداع ، ولا ملبس عليك أمرك .

                                                          وأصل الدجل : الخلط ; يقال : دجل إذا لبس وموه .

                                                          ودجل الرجل المرأة ودجاها إذا جامعها وهو الدجل والدجو ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية