الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4957 [ ص: 3 ] كتاب التأريخ .

                                                                                ( 1 ) حديث اليمامة ومن شهدها

                                                                                ( 1 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمارة عن أبي بكر بن محمد أن حبيب بن زيد قتله مسيلمة ، فلما كان يوم اليمامة خرج أخوه عبد الله بن زيد وأمه وكانت أمه نذرت أن لا يصيبها غسل حتى يقتل مسيلمة فخرجا في الناس ، قال : قال عبد الله بن زيد : جعلته من شأني فحملت عليه فطعنت بالرمح ، فمشى إلي في الرمح ، قال : وناداني رجل من الناس أن أخر الرمح ، قال : فلم يفهم ، قال فناداه أن ألق الرمح من يدك ، قال : فألقى الرمح من يده ، وغلب مسيلمة .

                                                                                ( 2 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن ثمامة بن عبد الله عن أنس قال : أتيت على ثابت بن قيس يوم اليمامة وهو يتحنط فقلت : أي عم ، ألا ترى ما لقي الناس ؟ فقال : الآن يا ابن أخي .

                                                                                ( 3 ) حدثنا أبو أسامة عن عبد الله بن الوليد المزني عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة عن ابن عمر قال : أتيت على عبد الله بن مخرمة صريعا يوم اليمامة ، فوقفت عليه فقال : يا عبد الله بن عمر ، هل أفطر الصائم ؟ قلت : نعم ، قال : فاجعل لي في هذا المجن ماء لعلي أفطر عليه ، قال : فأتيت الحوض وهو مملوء دما ، فضربته بحجفة معي ، ثم اغترفت منه فأتيته فوجدته قد قضى [ ص: 4 ]

                                                                                ( 4 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثمامة بن أنس عن أنس قال ، كنت بين يدي خالد بن الوليد وبين البراء يوم اليمامة ، قال فبعث خالد الخيل فجاءوا منهزمين ، وحمل البراء يرعد فجعلت ألحده إلى الأرض وهو يقول ، أي أجدني أفطر ، قال : ثم بعث خالد الخيل فجاءوا منهزمين ، قال ، فنظر خالد إلى السماء ثم إلى الأرض ، وكان يصنع ذلك إذا أراد الأمر ، ثم قال : يا براء ، وحد في نفسك ، قال : فقال : الآن ؟ قال : فقال : نعم الآن ، قال : فركب البراء فرسه فجعل يضربها بالسوط ، وكأني أنظر إليها ، تمضغ ثدييها فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أهل المدينة ، إنه لا مدينة لكم وإنما هو الله وحده والجنة ، ثم حمل وحمل الناس معه ، فانهزم أهل اليمامة حتى أتى حصنهم فلقيه محكم اليمامة ، فضربه بالسيف فاتقاه البراء بالجحفة ، فأصاب الجحفة ، ثم ضربه البراء فصرعه فأخذ سيف محكم اليمامة فضربه به حتى انقطع ، فقال : قبح الله ما بقي منك ، ورمى به وعاد إلى سيفه .

                                                                                ( 5 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن محمد قال : كان الزبير يتبع القتلى يوم اليمامة ، فإذا رأى رجلا به رمق أجهز عليه ، قال : فانتهى إلى رجل مضطجع مع القتلى ، فأهوى إليه بالسيف ، فلما وجد مس السيف وثب يسعى ، وسعى الزبير خلفه ، وهو يقول ، أنا ابن صفية المهاجر ، قال ، فالتفت إليه فقال : كيف ترى شد أخيك الكافر ؟ قال : فحاصره حتى نجا .

                                                                                ( 6 ) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن عبيد بن أبي الجعد عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال : أصيب سالم مولى أبي حذيفة يوم اليمامة .

                                                                                ( 7 ) حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه قال : كان شعار المسلم يوم مسيلمة ، يا أصحاب سورة البقرة [ ص: 5 ]

                                                                                ( 8 ) حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه قال كانت في بني سليم ردة فبعث إليهم أبو بكر خالد بن الوليد ، فجمع منهم أناسا في حظيرة حرقها عليهم بالنار ، فبلغ ذلك عمر ، فأتى أبو بكر فقال : انزع رجلا يعذب بعذاب الله ، فقال أبو بكر : والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه ، وأمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسيلمة .

                                                                                ( 9 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا ثمامة بن عبد الله عن أنس أن خالد بن الوليد وجه الناس يوم اليمامة فأتوا على نهر فجعلوا أسافل أقبيتهم في حجرهم ، ثم قطعوا إليهم فتراموا فولى المسلمون مدبرين ، فنكس خالد ساعة ثم رفع رأسه وأنا بينه وبين البراء ، وكان خالد إذا حزبه أمر نظر إلى السماء ساعة ثم رفع رأسه إلى السماء ، ثم يفرق له رأيه ، فأخذت البراء فجعلت ألحده إلى الأرض فقال : يا ابن أخي ، إني لا أفطر ، ثم قال : يا براء قم ، فقال البراء : الآن ؟ قال : نعم الآن ، فركب البراء فرسا له أنثى ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد يا أيها الناس ، إنه ما إلى المدينة سبيل ، إنما هي الجنة فحضهم ساعة ثم مضغ فرسه مضغات ، فكأني أراها تمضغ ثدييها ، ثم كبس عليهم وكبس الناس ، قال حماد بن سلمة : فأخبرني عبيد الله بن أبي بكر عن أنس قال : كان في مدينتهم ثلمة ، فوضع محكم اليمامة رجليه عليها ، وكان عظيما جسيما فجعل يرتجز ، أنا محكم اليمامة ، أنا مدار الحلة ، وأنا وأنا ، قال : وكان رجلهم ، فلما أمكنه من الضرب ضربه واتقاه البراء بجحفته ، ثم ضرب البراء ساقه فقتله ، ومع محكم اليمامة صفيحة عريضة ، فألقى سيفه وأخذ صفيحة محكم فحمل فضرب بها حتى انكسرت فقال : قبح الله ما بيني وبينك وأخذ سيفه .

                                                                                ( 10 ) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن أبي عون الثقفي عن رجل لم يسمه أن أبا بكر لما أتاه فتح اليمامة سجد .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية