الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4982 ( 3 ) كلام سليمان بن داود وداود عليهما السلام .

                                                                                ( 1 ) حدثنا أبو بكر قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة قال : قال سليمان بن داود : كل العيش جربناه لينه وشديده فوجدناه يكفي منه أدناه .

                                                                                ( 2 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن خيثمة قال : أتى ملك الموت سليمان بن داود ، وكان له صديقا ، فقال له سليمان : ما لك تأتي أهل البيت فتقبضهم جميعا وتدع أهل البيت إلى جنبهم لا تقبض منهم أحدا ، قال : ما أعلم بما أقبض منها ، إنما أكون تحت العرش فتلقى إلي صكاك فيها أسماء [ ص: 118 ]

                                                                                ( 3 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن خيثمة قال : دخل ملك الموت إلى سليمان فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم النظر إليه ، فلما خرج قال الرجل : من هذا ؟ قال : هذا ملك الموت ، قال : رأيته ينظر إلي كأنه يريدني ، قال : فما تريد ؟ قال : أريد أن تحملني على الريح حتى تلقيني بالهند ، قال : فدعا بالريح فحمله عليها فألقته في الهند ، ثم أتى ملك الموت سليمان فقال : إنك كنت تديم النظر إلى رجل من جلسائي ؟ قال : كنت أعجب منه ، أمرت أن أقبضه بالهند وهو عندك .

                                                                                ( 4 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال : قال سليمان بن داود لابنه : يا بني ، كما يدخل الوتد بين الحجرين كذلك تدخل الخطيئة بين البائع والمشتري .

                                                                                ( 5 ) حدثنا أبو أسامة عن الإفريقي عن سلمان بن عامر الشيباني قال : أرأيتم سليمان وما أوتي في ملكه فإنه لم يرفع رأسه إلى السماء حتى قبضه الله تخشعا لله .

                                                                                ( 6 ) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن ابن عباس قال : كان سليمان بن داود النبي عليه السلام لا يكلم إعظاما له ، قال : فلقد فاتته العصر فما أطاق أحد يكلمه .

                                                                                ( 7 ) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الدرداء قال : مات ابن سليمان بن داود ، فوجد عليه وجدا شديدا حتى عرف ذلك فيه وفي قضائه ، فبرز ذات يوم ملكان بين يديه للخصوم ، فقال أحدهما : إني بذرت بذرا حتى إذا اشتد واستحصد مر هذا به فأفسده ، فقال للآخر : ما تقول ؟ فقال : صدق ، أخذت الطريق فأتيت على ذرع فنظرت يمينا وشمالا ، فإذا الطريق عليه فأخذت عليه ، فقال سليمان للآخر : لم بذرت على الطريق ؟ أما علمت أن مأخذ الناس على الطريق ؟ فقال : يا سليمان ، فلم تحزن على ابنك وأنت تعلم أنك ميت وأن سبيل الناس إلى الآخرة [ ص: 119 ]

                                                                                ( 8 ) حدثنا وكيع قال حدثنا مسعر عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي أن سليمان بن داود خرج بالناس يستسقي ، فمر على نملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها إلى السماء هي تقول : اللهم إني خلق من خلقك ليس بنا غنى عن رزقك ، فإما أن تسقينا وإما أن تهلكنا ، فقال سليمان للناس : ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم .

                                                                                ( 9 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال : ذكر عن بعض الأنبياء أن قال : اللهم لا تكلفني طلب ما لم تقدره لي ، وما قدرت لي به من رزق فإنني به في يسر منك وعافية ، وأصلحني بما أصلحت به الصالحين ، فإنما أصلحت الصالحين أنت .

                                                                                ( 10 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم أن نبيا من أنبياء الله قال : من أهلك الذين هم أهلك الذين في ظل عرشك ، قال : هم البريئة أيديهم ، الطاهرة قلوبهم ، الذين يتحابون بجلالي ، الذين إذا ذكروا ذكرت بهم وإذا ذكرت ذكروا بي ، يسبغون الوضوء على المكاره ، والذين يكلفون بحبي كما يكلف الصبي بالناس ، والذين يأوون إلى ذكري كما تأوي الطير إلى وكرها ، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت كما يغضب النمر إذا حرم أو قال : حرب .

                                                                                ( 11 ) حدثنا عفان قال حدثنا المبارك عن الحسن عن داود النبي عليه السلام قال : اللهم إني أسألك الإخوان والأصحاب والجيران والجلساء من إن نسيت ذكروني ، وإن ذكرت أعانوني ، وأعوذ بك من الأصحاب والإخوان والجيران والجلساء من إن نسيت لم يذكروني ، وإن ذكرت لم يعينوني .

                                                                                ( 12 ) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا مبارك عن الحسن أن داود النبي عليه السلام قال : اللهم لا مرض يضنيني ولا صحة تنسيني ، ولكن بين ذلك .

                                                                                ( 13 ) حدثنا عفان قال : حدثنا مبارك قال سمعت الحسن يقول : إن أيوب كان كلما أصابته مصيبة قال : اللهم أنت أخذت وأنت أعطيت مهما تبقي نفسي أحمدك على حسن بلائك [ ص: 120 ]

                                                                                ( 14 ) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت البناني قال : بلغنا أن داود النبي كان جزأ الصلاة على بيوته : على نسائه وولده ، فلم تكن تأتي ساعة من الليل والنهار إلا وإنسان من آل داود قائم يصلي ، فعمتهن هذه الآية اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور .

                                                                                ( 15 ) حدثنا عفان قال حدثنا معاوية بن عبد الكريم عن الحسن أن داود النبي عليه السلام قال : إلهي ، لو أن لكل شعرة مني لسانين يسبحانك الليل والنهار ما قضينا نعمة من نعمك علي .

                                                                                ( 16 ) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا الجعد أبو عثمان قال : بلغنا أن داود قال : إلهي ، ما جزاء من فاضت عيناه من خشيتك ، قال : جزاؤه أن أؤمنه يوم الفزع الأكبر .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية