* ومنه حديث " وسئل عن رجل له امرأتان أرضعت إحداهما غلاما والأخرى جارية : أيحل للغلام أن يتزوج بالجارية ؟ قال : لا ، اللقاح واحد " . ابن عباس
* وحديث عائشة " أبو القعيس فأبت أن تأذن له ، فقال : أنا عمك ، أرضعتك امرأة أخي ، فأبت عليه حتى ذكرته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم ، فقال : هو عمك فليلج عليك " . واستأذن عليها
( س ) وفيه " أن رجلا قتل آخر ، فقال : خذ من أخيك اللبن " أي : إبلا لها لبن ، يعني الدية .
[ ص: 228 ] * ومنه حديث أمية بن خلف " لما رآهم يوم بدر يقتلون قال : أما لكم حاجة في اللبن ؟ " أي : تأسرون فتأخذون فداءهم إبلا ، لها لبن .
( س ) ومنه الحديث " سيهلك من أمتي أهل الكتاب وأهل اللبن ، فسئل : من أهل اللبن ؟ فقال : قوم يتبعون الشهوات ، ويضيعون الصلوات " قال الحربي : أظنه أراد : يتباعدون عن الأمصار وعن صلاة الجماعة ، ويطلبون مواضع اللبن في المراعي والبوادي . وأراد بأهل الكتاب قوما يتعلمون الكتاب ليجادلوا به الناس .
* وفي حديث عبد الملك " ولد له ولد فقيل له : اسقه لبن اللبن " هو أن يسقي ظئره اللبن ، فيكون ما يشربه الولد لبنا متولدا عن اللبن .
( هـ ) وفي حديث " خديجة أنها بكت ، فقال لها : ما يبكيك ؟ فقالت : درت لبنة القاسم فذكرته " وفي رواية " لبينة القاسم ، فقال : أوما ترضين أن تكفله سارة في الجنة " اللبنة : الطائفة القليلة من اللبن ، واللبينة : تصغيرها .
( س ) وفي حديث الزكاة ذكر " بنت اللبون ، وابن اللبون " وهما من الإبل ما أتى عليه سنتان ودخل في الثالثة ، فصارت أمه لبونا ، أي : ذات لبن ; لأنها تكون قد حملت حملا آخر ووضعته .
وقد جاء في كثير من الروايات " " وقد علم أن ابن اللبون لا يكون إلا ذكرا ، وإنما ذكره تأكيدا ، كقوله " ابن لبون ذكر مضر ، الذي بين جمادى وشعبان " وقوله تعالى : ورجب تلك عشرة كاملة .
وقيل : ذكر ذلك تنبيها لرب المال وعامل الزكاة ; فقال " " لتطيب نفس رب المال بالزيادة المأخوذة منه إذا علم أنه قد شرع له من الحق ، وأسقط عنه ما كان بإزائه من فضل الأنوثة في الفريضة الواجبة عليه ، وليعلم العامل أن سن الزكاة في هذا [ ص: 229 ] النوع مقبول من رب المال ، وهو أمر نادر خارج عن العرف في باب الصدقات . فلا ينكر تكرار اللفظ للبيان ، وتقرير معرفته في النفوس مع الغرابة والندور . ابن لبون ذكر
( هـ ) وفي حديث جرير " إذا سقط كان درينا ، وإن أكل كان لبينا " أي : مدرا للبن مكثرا له ، يعني أن النعم إذا رعت الأراك والسلم غزرت ألبانها . وهو فعيل بمعنى فاعل ، كقدير وقادر ، كأنه يعطيها اللبن . يقال : لبنت القوم ألبنهم فأنا لابن ، إذا سقيتهم اللبن .
( هـ ) وفيه التلبينة والتلبين : حساء يعمل من دقيق أو نخالة ، وربما جعل فيها عسل ، سميت به تشبيها باللبن . لبياضها ورقتها ، وهي تسمية بالمرة من التلبين ، مصدر لبن القوم ، إذا سقاهم اللبن . التلبينة مجمة لفؤاد المريض
( هـ ) ومنه حديث عائشة " عليكم بالمشنيئة النافعة التلبين " وفي أخرى " " . بالبغيض النافع التلبينة
* وفي حديث علي " قال : دخلت عليه فإذا بين يديه صحيفة فيها خطيفة وملبنة " هي بالكسر : الملعقة ، هكذا شرح . سويد بن غفلة
وقال : " الملبنة : لبن يوضع على النار ويترك عليه دقيق " والأول أشبه بالحديث . الزمخشري
وفيه هي بفتح اللام وكسر الباء : واحدة اللبن ، وهي التي [ ص: 230 ] يبنى بها الجدار . ويقال بكسر اللام وسكون الباء . وأنا موضع تلك اللبنة
ومنه الحديث " ولبنتها ديباج " وهي رقعة تعمل موضع جيب القميص والجبة .
( هـ ) وفي حديث الاستسقاء :
أتيناك والعذراء يدمى لبانها
أي : يدمى صدرها لامتهانها نفسها في الخدمة ، حيث لا تجد ما تعطيه من يخدمها ، من الجدب وشدة الزمان . وأصل اللبان في الفرس : موضع اللبب ، ثم استعير للناس .ومنه قصيد كعب :
ترمي اللبان بكفيها ومدرعها
وفي بيت آخر منها :يزلقه منها لبان