( هـ ) وفي صفة النار : حتى يضع الجبار فيها قدمه أي : الذين قدمهم لها من شرار خلقه ، فهم قدم الله للنار ، كما أن المسلمين قدمه للجنة .
والقدم : كل ما قدمت من خير أو شر . وتقدمت لفلان فيه قدم ؛ أي : تقدم في خير وشر .
وقيل : وضع القدم على الشيء مثل للردع والقمع ، فكأنه قال : يأتيها أمر الله فيكفها من طلب المزيد .
وقيل : أراد به تسكين فورتها ، كما يقال للأمر تريد إبطاله : وضعته تحت قدمي .
( س ) * ومنه الحديث : أراد إخفاءها ، وإعدامها ، وإذلال أمر الجاهلية ، ونقض سنتها . ألا إن كل دم ومأثرة تحت قدمي هاتين
* ومنه الحديث : ثلاثة في المنسى تحت قدم الرحمن أي : أنهم منسيون ، متروكون ، غير مذكورين بخير .
( هـ ) وفي أسمائه عليه الصلاة والسلام : أي : على أثري . أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي
* وفي حديث عمر : " إنا على منازلنا من كتاب الله وقسمة رسوله ، والرجل وقدمه ، والرجل وبلاؤه " أي : فعاله وتقدمه في الإسلام وسبقه .
* وفي حديث مواقيت الصلاة : أقدام الظل التي تعرف بها أوقات الصلاة هي قدم كل إنسان على قدر قامته ، وهذا أمر مختلف باختلاف الأقاليم والبلاد ؛ لأن سبب طول الظل وقصره هو انحطاط الشمس وارتفاعها إلى سمت الرءوس ، فكلما كانت أعلى ، وإلى محاذاة الرءوس في مجراها أقرب ، كان الظل أقصر ، وينعكس الأمر بالعكس ، ولذلك ترى ظل الشتاء في البلاد الشمالية أبدا أطول من ظل الصيف في كل موضع منها ، وكانت صلاته عليه الصلاة والسلام كان قدر صلاته الظهر في الصيف ثلاثة أقدام إلى خمسة [ ص: 26 ] أقدام بمكة والمدينة من الإقليم الثاني ، ويذكر أن الظل فيهما عند الاعتدال في آذار وأيلول ثلاثة أقدام وبعض قدم ، فيشبه أن تكون صلاته إذا اشتد الحر متأخرة عن الوقت المعهود قبله إلى أن يصير الظل خمسة أقدام ، أو خمسة وشيئا ، ويكون في الشتاء أول الوقت خمسة أقدام ، وآخره سبعة ، أو سبعة وشيئا ، فينزل هذا الحديث على هذا التقدير في ذلك الإقليم دون سائر الأقاليم ، والله أعلم .
( هـ ) ومنه حديث علي : " غير نكل في قدم ولا واهنا في عزم " أي : في تقدم ، ويقال : رجل قدم إذا كان شجاعا ، وقد يكون القدم بمعنى التقدم .
( س ) وفي حديث بدر : هو أمر بالإقدام ، وهو التقدم في الحرب ، والإقدام : الشجاعة وقد تكسر همزة : " إقدم " ويكون أمرا بالتقدم لا غير ، والصحيح الفتح ، من أقدم . أقدم حيزوم
( س ) وفيه : طوبى لعبد مغبر قدم في سبيل الله رجل قدم - بضمتين - أي : شجاع . ومضى قدما إذا لم يعرج .
( س ) ومنه حديث : شيبة بن عثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قدما ، ها أي : تقدموا و " ها " تنبيه ، يحرضهم على القتال .
* وفي حديث علي : " نظر قدما أمامه " أي : لا يعرج ولم ينثن ، وقد تسكن الدال ، يقال : قدم - بالفتح - يقدم قدما أي : تقدم .
( س ) وفيه : ابن مسعود سلم عليه وهو يصلي فلم يرد عليه ، قال : فأخذني ما قدم [ ص: 27 ] وما حدث أي : الحزن والكآبة ، يريد أنه عاودته أحزانه القديمة واتصلت بالحديثة . أن
وقيل : معناه غلب علي التفكر في أحوالي القديمة والحديثة ، أيها كان سببا لترك رده السلام علي .
( هـ ) وفي حديث : " أن ابن عباس ابن أبي العاص مشى القدمية " وفي رواية : " اليقدمية " والذي جاء في رواية البخاري : " القدمية " ومعناها أنه تقدم في الشرف والفضل على أصحابه .
وقيل : معناه التبختر ، ولم يرد المشي بعينه .
والذي جاء في كتب الغريب : " اليقدمية " [ والتقدمية ] بالياء والتاء فهما زائدتان ، ومعناهما التقدم .
ورواه الأزهري بالياء المعجمة من تحت ، والجوهري بالمعجمة من فوق .
وقيل : إن اليقدمية - بالياء من تحت - هو التقدم بهمته وأفعاله .
( س ) وفي كتاب معاوية إلى ملك الروم : " لأكونن مقدمته إليك " أي : الجماعة التي تتقدم الجيش ، من قدم بمعنى تقدم ، وقد استعيرت لكل شيء ، فقيل : مقدمة الكتاب ، ومقدمة الكلام بكسر الدال ، وقد تفتح .
* وفيه : " " . هي الخشبة التي في مقدمة كور البعير بمنزلة قربوس السرج ، وقد تكرر ذكرها في الحديث . حتى إن ذفراها لتكاد تصيب قادمة الرحل
( س ) وفي حديث : " أبي هريرة قال له : تدلى من قدوم ضأن أبان بن سعيد " قيل : هي ثنية أو جبل بالسراة من أرض دوس .
وقيل : القدوم : ما تقدم من الشاة ، وهو رأسها ، وإنما أراد احتقاره وصغر قدره .
( س ) وفيه : فريعة قتل بطرف القدوم " هو - بالتخفيف والتشديد - : موضع على ستة أميال من " إن زوج المدينة .
( هـ ) ومنه الحديث : قيل : هي قرية إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام اختتن بالقدوم بالشام . ويروى بغير ألف ولام . وقيل : القدوم بالتخفيف والتشديد : قدوم النجار .
[ ص: 28 ] * وفي حديث : الطفيل بن عمرو
ففينا الشعر والملك القدام
أي : القديم ، مثل طويل وطوال .