( قسم ) في حديث قراءة الفاتحة : أراد بالصلاة هاهنا القراءة ، تسمية للشيء ببعضه ، وقد جاءت مفسرة في الحديث . وهذه القسمة في المعنى لا اللفظ ؛ لأن نصف الفاتحة ثناء ، ونصفها مسألة ودعاء ، وانتهاء الثناء عند قوله : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين إياك نعبد ؛ ولذلك قال في وإياك نستعين هذه الآية بيني وبين عبدي .
( هـ ) وفي حديث علي : " أنا قسيم النار " أراد أن الناس فريقان : فريق معي ؛ فهم على هدى ، وفريق علي ، فهم على ضلال ، فنصف معي في الجنة ، ونصف علي في النار .
وقسيم : فعيل بمعنى مفاعل ، كالجليس والسمير ، قيل : أراد بهم الخوارج . وقيل : كل من قاتله .
( هـ ) وفيه : القسامة - بالضم - : ما يأخذه القسام من رأس المال عن أجرته لنفسه ، كما يأخذ السماسرة رسما مرسوما لا أجرا معلوما ، كتواضعهم أن يأخذوا من كل ألف شيئا معينا ، وذلك حرام . " إياكم والقسامة "
قال الخطابي : ليس في هذا تحريم إذا أخذ القسام أجرته بإذن المقسوم لهم ، وإنما هو [ ص: 62 ] فيمن ولي أمر قوم ، فإذا قسم بين أصحابه شيئا أمسك منه لنفسه نصيبا يستأثر به عليهم .
وقد جاء في رواية أخرى : الرجل يكون على الفئام من الناس ، فيأخذ من حظ هذا وحظ هذا
وأما القسامة - بالكسر - فهي صنعة القسام . كالجزارة والجزارة ، والبشارة والبشارة .
ومنه حديث وابصة : " مثل الذي يأكل القسامة كمثل جدي بطنه مملوء رضفا " جاء تفسيرها في الحديث أنها الصدقة ، والأصل الأول .
وفيه : " أنه استحلف خمسة نفر في قسامة معهم رجل من غيرهم . فقال : ردوا الأيمان على أجالدهم " القسامة - بالفتح - : اليمين ، كالقسم ، وحقيقتها أن يقسم من أولياء الدم خمسون نفرا على استحقاقهم دم صاحبهم ، إذا وجدوه قتيلا بين قوم ولم يعرف قاتله ، فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينا ، ولا يكون فيهم صبي ، ولا امرأة ، ولا مجنون ، ولا عبد ، أو يقسم بها المتهمون على نفي القتل عنهم ، فإن حلف المدعون استحقوا الدية ، وإن حلف المتهمون لم تلزمهم الدية .
وقد أقسم يقسم قسما وقسامة إذا حلف . وقد جاءت على بناء الغرامة والحمالة ؛ لأنها تلزم أهل الموضع الذي يوجد فيه القتيل .
ومنه حديث عمر : " القسامة توجب العقل " أي : توجب الدية لا القود .
وفي حديث الحسن : " القسامة جاهلية " أي : كان أهل الجاهلية يدينون بها ، وقد قررها الإسلام .
وفي رواية : " القتل بالقسامة جاهلية " أي : أن أهل الجاهلية كانوا يقتلون بها ، أو أن القتل بها من أعمال الجاهلية ، كأنه إنكار لذلك واستعظام .
وفيه : بني كنانة حيث تقاسموا [ على الكفر " تقاسموا ] [ ص: 63 ] من القسم : اليمين ؛ أي : تحالفوا ، يريد لما تعاهدت " نحن نازلون بخيف قريش على مقاطعة بني هاشم وترك مخالطتهم .
وفي حديث الفتح : إبراهيم وإسماعيل بأيديهما الأزلام ، فقال : قاتلهم الله ، والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قط " الاستقسام : طلب القسم الذي قسم له وقدر ؛ مما لم يقسم ولم يقدر ، وهو استفعال منه ، وكانوا إذا أراد أحدهم سفرا أو تزويجا ، أو نحو ذلك من المهام ضرب بالأزلام وهي القداح ، وكان على بعضها مكتوب : أمرني ربي ، وعلى الآخر : نهاني ربي ، وعلى الآخر غفل ، فإن خرج " أمرني " مضى لشأنه ، وإن خرج " نهاني " أمسك ، وإن خرج " الغفل " عاد ، أجالها وضرب بها أخرى إلى أن يخرج الأمر أو النهي ، وقد تكرر في الحديث . " دخل البيت فرأى
( س هـ ) وفي حديث أم معبد : قسيم وسيم القسامة : الحسن ، ورجل مقسم الوجه ؛ أي : جميل كله ، كأن كل موضع منه أخذ قسما من الجمال ، ويقال لحر الوجه : قسمة بكسر السين ، وجمعها قسمات .