[ ص: 377 ]
2698 - ولقد طعنت أبا عيينة طعنة جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
فيكون الكاف والميم هو المفعول الأول ، والثاني هو : أن يصيبكم أي : لا تكسبنكم عداوتي إصابة العذاب . وقد تقدم أن جرم وأجرم بمعنى ، أو بينهما فرق . ونسب ضم الياء من أجرم لابن كثير . الزمخشريوالعامة أيضا على ضم لام " مثل " رفعا على أنه فاعل " يصيبكم " ، وقرأ مجاهد والجحدري بفتحها ، وفيها وجهان ، أحدهما : أنها فتحة بناء وذلك أنه فاعل كحاله في القراءة المشهورة ، وإنما بني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن كقوله تعالى : إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون وكقوله :
2699 - لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت حمامة في غصون ذات أوقال
قوله : ببعيد أتى بـ " بعيد " مفردا وإن كان خبرا عن جمع لأحد أوجه : إما لحذف مضاف تقديره : وما إهلاك قوم ، وإما باعتبار زمان ، أي : بزمان بعيد ، وإما باعتبار مكان ، أي : بمكان بعيد ، وإما باعتبار موصوف غيرهما ، أي : بشيء بعيد ، كذا قدره ، وتبعه الشيخ ، وفيه إشكال من [ ص: 378 ] حيث إن تقديره بزمان يلزم فيه الإخبار بالزمان عن الجثة . وقال الزمخشري أيضا : " ويجوز أن يسوى في " قريب " و " بعيد " و " قليل " و " كثير " بين المذكر والمؤنث لورودها على زنة المصادر التي هي كالصهيل والنهيق ونحوهما " . الزمخشري