الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          [ ص: 1306 ] 246 - فصل

                          [ بعض الأحكام التي ضربت على أهل الذمة ] .

                          قال عبد العزيز : ثنا القاسم ، ثنا النضر بن إسماعيل ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن خليفة بن قيس قال : قال عمر : اكتب بأمرنا [ يا يرفأ ] إلى أهل الأمصار في أهل الكتاب أن تجز نواصيهم ، وأن يربطوا [ الكستيجان ] في أوساطهم ليعرف زيهم من زي أهل الإسلام .

                          [ ص: 1307 ] وذكر يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن أسلم أن عمر كتب إلى أمراء الأمصار : أن يأمروا أهل الذمة أن يختم على أعناقهم .

                          وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الشام أن يشد النصارى مناطقهم ويجزوا نواصيهم .

                          قال أبو القاسم : ويجب على الإمام أن يأمر أهل الذمة بالغيار في دار الإسلام ، ويلزمهم أن يغيروا في الملبس والمركب .

                          فأما في الملبس فهو أنهم لا يلبسون الفاخر من اللباس الذي يلبسه أشراف الناس وكبارهم من الشروب المرتفعة ولا الخز .

                          إن عمر بن عبد العزيز كتب إلى النصارى من أهل الشام ألا يلبسوا عصبا ولا خزا ، فمن قدر على أحد منهم فعل من ذلك شيئا بعد التقدم إليه [ ص: 1308 ] فإن سلبه لمن وجده .

                          قال : العصب هو البرد الذي يصبغ غزله وهو اليماني ، وقد كان على النبي صلى الله عليه وسلم برد نجراني ، وقد كان خلع على كعب بن زهير برده عند إسلامه ، فباعه من معاوية ، وهو الذي لم يزل الخلفاء يتوارثونه ويتبركون به .

                          وأما الخز : فإنه لباس الأشراف ومن له عز ، فمن لا عز له في الإسلام يمنع من الثياب المرتفعة اقتداء بالخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية