الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 9 ] آ. (95) قوله تعالى: أبدا . . منصوب بيتمنوه، وهو ظرف زمان يقع للقليل والكثير، ماضيا كان أو مستقبلا، تقول: ما فعلته أبدا، وقال الراغب: "هو عبارة عن مدة الزمان الممتد الذي لا يتجزأ كما يتجزأ الزمان، وذلك أنه يقال: زمان كذا ولا يقال: أبد كذا، وكان من حقه على هذا ألا يثنى ولا يجمع، وقد قالوا: آباد فجمعوه لاختلاف أنواعه، وقيل: آباد لغة مولدة، ومجيئه بعد "لن" يدل على أن نفيها لا يقتضي التأبيد، وقد تقدم ذلك، ودعوى التأكيد فيه بعيدة". وقال هنا: "ولن يتمنوه" فنفى بلن وفي الجمعة بـ "لا" قال صاحب المنتخب: "لأن دعواهم هنا أعظم من دعواهم هناك لأن السعادة القصوى فوق مرتبة الولاية، لأن الثانية تراد لحصول الأولى، والنفي بـ "لن" أبلغ من النفي بـ "لا".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "بما قدمت أيديهم" متعلق بيتمنوه، والباء للسببية أي بسبب اجتراحهم العظائم. و "ما" يجوز فيها ثلاثة أوجه، أظهرها: كونها موصولة بمعنى الذي. والثاني: نكرة موصوفة والعائد على كلا القولين محذوف أي: بما قدمته، فالجملة لا محل لها على الأول، ومحلها الجر على الثاني. والثالث: أنها مصدرية أي: بتقدمة أيديهم. ومفعول"قدمت" محذوف أي: بما قدمت أيديهم الشر أو التبديل ونحوه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية