الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت الثيب إذا استخلفت على نفسها رجلا فزوجها ؟ قال : قال مالك : أما المعتقة والمسالمة والمرأة [ ص: 112 ] المسكينة تكون في القرية التي لا سلطان فيها ، فإنه رب قرى ليس فيها سلطان فتفوض أمرها إلى رجل لا بأس بحاله أو يكون في الموضع الذي يكون فيه السلطان ، فتكون دنيئة لا خطب لها كما وصفت لك ، قال مالك : فلا بأس أن تستخلف على نفسها من يزوجها ويجوز ذلك قال : فقلت لمالك : فرجال من الموالي يأخذون صبيانا من صبيان العرب من الأعراب تصيبهم السنة فيكفلون لهم صبيانهم ويربونهم حتى يكبروا ، فتكون فيهم الجارية فيريد أن يزوجها قال : أرى أن تزويجه عليها جائز ، قال مالك : ومن أنظر لها منه فأما كل امرأة لها مال وغنى وقدر فإن تلك لا ينبغي أن يزوجها إلا الأولياء أو السلطان قال : فقيل لمالك : فلو أن امرأة لها قدر تزوجت بغير ولي فوضت أمرها إلى رجل فرضي الولي بعد ذلك ، أترى أن يثبتا على ذلك النكاح فوقف فيه ، قال ابن القاسم : وأنا أراه جائزا إذا كان قريبا .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن كان دخل بها ؟ قال ابن القاسم : دخوله وغير دخوله سواء إذا أجاز ذلك الولي جاز كما أخبرتك وإن أراد فسخه وكان بحدثان دخوله رأيت ذلك له ما لم تطل إقامته معها وتلد منه أولادا ، فإذا كان ذلك وكان ذلك صوابا جاز ذلك ولم يفسخ ، وكذلك قال مالك قال سحنون وقد قال غير عبد الرحمن وإن أجازه الولي لم يجز ; لأنه عقدة غير ولي ، وقد قال غير واحد من الرواة مثل ما قال عبد الرحمن إن أجازه الولي جاز

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية