الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وأما صفة الصلاة وكيفيتها ، فهو أن يبتدئ بالإحرام ناويا صلاة الخسوف ، ثم يتوجه ويستعيذ ، ويقرأ الفاتحة يبتدئها ببسم الله الرحمن الرحيم ، ويقرأ بعدها بسورة البقرة إن كان يحسنها ، أو بقدرها من غيرها على ما قرره ابن عباس ، رضي الله عنه ، في روايته ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطال القيام الأول بنحو من سورة البقرة ، ثم يكبر ويرفع بقدر مائة آية ، يسبح [ ص: 507 ] في ركوعه ولا يقرأ ، ثم يرفع فيقول .

                                                                                                                                            الله أكبر ، ثم يقرأ الفاتحة يبتدئها ببسم الله الرحمن الرحيم
                                                                                                                                            ، وهل يستعيذ قبلها أم لا ، على وجهين ثم يقرأ بقدر مائتي آية من البقرة ، ثم يركع بقدر ثمانين آية دون الركوع الأول ، ثم يرفع فيقول : سمع الله لمن حمده ، فيكون في رفع رأسه من الركوع الأول مكبرا ، وفي الثاني قائلا سمع الله لمن حمده ، نص الشافعي عليه ، ثم يسجد سجدتين لا يطيل فيهما ، ثم يقوم إلى الركعة الثانية فيستعيذ ، ثم يقرأ الفاتحة يبتدئها ببسم الله الرحمن الرحيم ثم يقرأ بقدر مائة وخمسين آية من البقرة ، ثم يركع بقدر سبعين آية ، ثم يرفع مكبرا ، وهل يستعيذ أم لا ؟ على وجهين ، ثم يقرأ مائة آية من البقرة ، ثم يركع بقدر خمسين آية يسبح ، ثم يرفع يقول : سمع الله لمن حمده ، ثم يسجد سجدتين لا يطيل فيهما ، ثم يتشهد ويسلم ، هكذا روى ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد حكى البويطي عن الشافعي أن ابن عباس صلى بالبصرة لخسوف القمر ، وقرأ في القيام الأول بسورة البقرة ، وفي الثاني بسورة آل عمران ، وفي الثالث بسورة النساء ، وفي الرابع بسورة المائدة ، وهو قريب من الأول ، وكيف قرأ أجزأه ، ولو اقتصر على الفاتحة جاز ، ولو نسي أن يقرأ في القيام الثاني من الركعة الأولى حتى سجد عاد فانتسب قائما وقرأ وركع وسجد ثم قام إلى الثانية ، وسجد " للسهو ، فلو أدركه مؤتم في الركوع الثاني لم يعتد له بهذه الركعة ؛ لأن ما فاته منها أكثرها ، فصار بخلاف من أدركه راكعا في فرض ، فلو صلى ركعتين كسائر النوافل من غير ركوع زائد ، فإن تأول مذهب أبي حنيفة فليس عليه سجود السهو ، وإن سها وكان شافعيا فعليه سجود السهو .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية