الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والإمام على من حده القتل بحد أو قود ، ولو تولاه الناس دونه ، [ ص: 514 ] وإن مات قبله فتردد

التالي السابق


( و ) كره صلاة ( الإمام ) أي الخليفة أو نائبه ، وأهل الفضل ( على من حده القتل ) إما ( بحد ) كمحارب وتارك صلاة وزان محصن ( أو قود ) أي قصاص كقاتل كفء إن تولاه الإمام بل ( ولو تولاه ) أي القتل ( الناس دونه ) أي الإمام ومفهوم القتل أن من حده الجلد كزان بكر مات منه فلا تكره الصلاة عليه للإمام ولا لأهل الفضل . فيها لمالك رضي الله تعالى عنه كل من قتله الإمام في قصاص أو رجم أو حد من الحدود فلا يصلي عليه الإمام ويصلي عليه الناس غير الإمام . ابن القاسم ، وكذلك محارب قتله الناس دون الإمام ; لأن حده القتل فأما من جلده الإمام في زنا فمات فله الصلاة عليه ; لأن حده الجلد لا القتل .

وحكي عن ابن عبد الحكم للإمام الصلاة على المرجوم لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم على ماعز والغامدية وعلل المشهور بأنه منتقم فلا يشفع . ابن رشد لا يعد في انتقامه لله تعالى بما شرعه في الدنيا وشفاعته له في العاقبة في الدار الأخرى ، لحديث { اللهم من لعنته أو حددته [ ص: 514 ] فاجعله طهرا له } أو كما قال صلى الله عليه وسلم عج تخصيص المصنف الإمام بالكراهة يحتمل اعتباره فلا تكره لغيره من أهل الفضل لقولها ويصلي عليه الناس غير الإمام ، وهذا يناسب التعليل بأنه منتقم فلا يشفع ونحوه قول القاضي ويكره للإمام خاصة أن يصلي على من قتل في حد ويحتمل عدم اعتباره فتكره صلاة أهل الفضل عليه أيضا ويدل عليه ما قدمه في تارك الصلاة بقوله وصلى عليه غير فاضل وخص الإمام لعود الضمير عليه من قوله إن تولاه الناس دونه واقتصر على هذا شارح الرسالة .

( وإن مات ) من حده القتل ( قبله ) أي إقامة الحد عليه ( ف ) في كراهة صلاة الإمام ، وأهل الفضل عليه ، وهو الراجح وعدمها ( تردد ) للمتأخرين في الحكم لعدم نص المتقدمين . اللخمي أرى فيمن حكمه الأدب أو القتل أو غير ذلك فمات قبل أن يؤدب بذلك أن يجتنب الإمام ، وأهل الفضل الصلاة عليه ليكون ذلك ردعا لغيره من الأحياء . ونص أبو عمران على أن الإمام يصلي عليه العدوي الأظهر قول اللخمي .




الخدمات العلمية