الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              «أتقى الناس » : تقدم معناه في الذي قبله.

                                                                                                                                                                                                                              «الأجود » :

                                                                                                                                                                                                                              أفعل تفضيل من الجود وهو الكرم. يقال جاد يجود جودا فهو جواد بتخفيف الواو، وقوم جود وأجواد وأجاود وجواد. قال النحاس رحمه الله تعالى: الجواد: الذي يتفضل على من لا يستحق ويعطي من لا يسأل ويعطي الكثير ولا يخاف الفقر. من قولهم:

                                                                                                                                                                                                                              مطر جواد: إذا كان كثيرا. وفرس جواد: يعدو كثيرا قبل أن يطلب منه. ثم قيل: هو مرادف للسخاء. والأصح أن السخاء أدنى منه. والسخاء: اللين عند الحاجات، ومنه: أرض سخاوية:

                                                                                                                                                                                                                              لينة التراب.

                                                                                                                                                                                                                              وفي رسالة القشيري رحمه الله تعالى: قال القوم: من أعطى البعض فهو سخي ومن أعطى الأكثر وبقى لنفسه شيئا فهو جواد ومن قاسى الضرر وآثر غيره بالبلغة فهو مؤثر.

                                                                                                                                                                                                                              وقال بعضهم: السخاء سهولة الإنفاق وهو الجود، وضده التقتير، والسماحة: التجافي عما يستحقه المرء من غيره بطيب نفسه، وضد الشكاسة. والكرم: الإنفاق بطيب النفس فيما يعظم خطره ويسمى حرية، وضده: النذالة.

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان » الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم عن الأجود؟ الله الأجود، وأنا أجود بني آدم » .

                                                                                                                                                                                                                              ولهذا مزيد بيان في باب كرمه وجوده صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              «أجود الناس » :

                                                                                                                                                                                                                              تقدم الكلام عليه في الذي قبله.

                                                                                                                                                                                                                              «الأجل » :

                                                                                                                                                                                                                              بالجيم وتشديد اللام: الجليل العظيم أي الأكثر إجلالا وعظمة عند الله وعند عباده.

                                                                                                                                                                                                                              «الأجير » :

                                                                                                                                                                                                                              بالجيم نقله «ع » عن بعض الصحف المنزلة: لأنه يجير أمته من النار.

                                                                                                                                                                                                                              قال الشيخ رحمه الله تعالى: ولم أر من ذكره غيره، وأخشى أن يكون تصحف بأحيد الآتي.

                                                                                                                                                                                                                              «أحاد » :

                                                                                                                                                                                                                              كذا ورد في السفر الخامس من التوراة، وليس بين الحاء والدال ألف إنما يفخمون الحاء، وتفسيره عندهم: واحد. [ ص: 423 ]

                                                                                                                                                                                                                              ومعناه فيه صحيح من وجوه، منها: أنه واحد بمعنى آخر الأنبياء وخاتمهم، ومنها: أنه واحد في السيادة على من سواه، ومنها أنه واحد في شريعته أكمل الشرائع، ومنها: أنه واحد في خصائص خص بها من أحكام دينه وأمور رفيعة غير دينه، كالشفاعة العامة والحوض المورود والمقام المحمود:

                                                                                                                                                                                                                              وقال الشيخ رحمه الله تعالى: أحاد في العربية بضم الهمزة: اسم عدد معدول عن واحد واحد، ولا يبعد أن يكون اسمه صلى الله عليه وسلم في التوراة هو هذا الاسم العربي المعدول، ووجه العدل فيه عن واحد واحد المتكرر: أنه صلى الله عليه وسلم في أمور متعددة، فعدل عنها إلى أحاد ليدل على ذلك باختصار كما هو فائدة العدل أن لا يؤتى باللفظ مكررا، فيكون هذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه.

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى الواحد في حق الله تعالى: الذي لا شريك له في ذاته وصفاته.

                                                                                                                                                                                                                              «الأحد » :

                                                                                                                                                                                                                              المنفرد بصفات الكمال عن الخلق أو بالقرب من الحق، وهو من الصفات المشبهة وأصله: وحد بفتح بالحاء وبكسرها أيضا، فأبدلت الواو المفتوحة همزة شذوذا، لأن قياس المفتوحة أول الكلمة أن تبقى على حالها.

                                                                                                                                                                                                                              وهو من أسمائه تعالى ومعناه: المنفرد بصفات الكمال. وسيأتي الفرق بينه وبين الواحد بأنه يقال باعتبار الذات، والأحد باعتبار الصفات. وقيل: الواحد للوصل والأحد للفصل. فمن الواحد وصل إلى عباده النعم. ومن الأحد انفصلت عنهم النقم.

                                                                                                                                                                                                                              «الأحسن » :

                                                                                                                                                                                                                              ذكره أبو حفص النسفي رحمه الله تعالى في تفسيره، وهو أفعل: من الحسن، وهو تناسب الأعضاء على ما ينبغي، والمراد به: المستجمع صفات الكمال. قال تعالى: ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وهو محسن قال عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن الحسن البصري رحمه الله تعالى: إنه تلا هذه الآية فقال: هذا حبيب الله تعالى، هذا صفوة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله أجاب الله تعالى في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله تعالى فيه.

                                                                                                                                                                                                                              وفي حديث أنس عند عبد بن حميد : كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وكان أجود الناس وكان أشجع الناس .

                                                                                                                                                                                                                              وسيأتي الكلام على ذلك في باب حسنه صلى الله عليه وسلم. ويرحم الله تعالى الشرف البوصيري حيث قال:


                                                                                                                                                                                                                              فهو الذي تم معناه وصورته ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم     منزه عن شريك في محاسنه
                                                                                                                                                                                                                              فجوهر الحسن فيه غير منقس.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 424 ]

                                                                                                                                                                                                                              والشرف ابن الفارض حيث قال:


                                                                                                                                                                                                                              وعلى تفنن واصفيه بحسنه     يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف

                                                                                                                                                                                                                              قال النسفي رحمه الله تعالى: وهذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه. قال تعالى:

                                                                                                                                                                                                                              فتبارك الله أحسن الخالقين.

                                                                                                                                                                                                                              «الأحشم » :

                                                                                                                                                                                                                              بالحاء المهملة والشين المعجمة: أفعل تفضيل من الحشمة وهي الوقار والسكينة أي أحشم الناس، أي أكثرهم وقارا.

                                                                                                                                                                                                                              «أحيد » :

                                                                                                                                                                                                                              عزاه القاضي للتوراة لأنه يحيد أمته عن النار.

                                                                                                                                                                                                                              ويروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مرفوعا: « اسمي في القرآن محمد وفي الإنجيل أحمد، وفي التوراة أحيد لأني أحيد أمتي عن النار » رواه ابن عدي وابن عساكر بسند واه، وضبطه الشيخ تقي الدين الشمني

                                                                                                                                                                                                                              بضم الهمزة والحلبي بفتحها وسكون الحاء المهملة وفتح المثناة التحتية وكسرها في آخره دال مهملة وضبطه الماوردي رحمه الله تعالى بمد الألف وكسر الحاء المهملة. وقال في الشرح: يحتمل أن يكون أفعل: من حاد عن الشيء إذا عدل عنه ونفر منه، وسمي به لأنه حاد عن طريق الباطل وعدل بأمته إلى سبيل الحق. وهو غير منصرف للعجمة والعلمية، أو وزن الفعل مع العلمية.

                                                                                                                                                                                                                              «الآخذ الحجزات » :

                                                                                                                                                                                                                              بالإضافة: اسم فاعل من الأخذ وهو التناول.

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيها، فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحمون فيها » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن جابر رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها وأنا آخذ حجزكم وأنتم تفلتون من يدي » .

                                                                                                                                                                                                                              الحجزات بضم المهملة وفتح الجيم ثم زاي. والحجز جمع حجزة وهو حيث يثنى طرف الإزار وهو النيفق من السراويل ومحلها الوسط، فكأنه صلى الله عليه وسلم قال: أنا آخذ بأوساطكم لأنجيكم من النار والأخذ بالوسط أمكن، فعبر عنها بالحجزات استعارة بعد استعارة.

                                                                                                                                                                                                                              «الآخذ الصدقات » :

                                                                                                                                                                                                                              قال تعالى: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها الآية [ ص: 425 ] وإن نزلت في المخلفين عن غزوة تبوك، وفي صدقة التطوع التي هي من تمام توبتهم، لكنها عامة لغيرهم وفي الزكاة المفروضة. ولهذا قال مانعو الزكاة: لا ندفعها إلا لمن صلواته سكن لنا، وقد كان صلى الله عليه وسلم يأخذ الزكاة من أربابها ويفرقها على مستحقيها كما هو معلوم معروف.

                                                                                                                                                                                                                              «أخرابا » :

                                                                                                                                                                                                                              هو اسمه صلى الله عليه وسلم في الإنجيل،
                                                                                                                                                                                                                              ومعناه آخر الأنبياء، روى ابن أبي شيبة في المصنف عن مصعب بن سعد، عن كعب رحمه الله تعالى قال: أول من يأخذ حلقة باب الجنة فيفتح له محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ علينا آية من التوراة أخرابا قدمابا الأولون الآخرون.

                                                                                                                                                                                                                              «الأخشى لله » :

                                                                                                                                                                                                                              أخذه الشيخ رحمه الله تعالى من

                                                                                                                                                                                                                              حديث أبي داود : «والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله » .

                                                                                                                                                                                                                              قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله تعالى: وفيه إشكال لأن الخوف والخشية حالة تنشأ عن ملاحظة شدة النقمة الممكن وقوعها بالخائف، وقد دل الدليل القاطع على أنه صلى الله عليه وسلم غير معذب. وقال تعالى: يوم لا يخزي الله النبي فكيف يتصور منه الخوف، فكيف أشد الخوف؟

                                                                                                                                                                                                                              قال: والجواب أن النسيان جائز عليه صلى الله عليه وسلم فإذا حصل النسيان عن موجبات نفي العقاب حدث له الخوف، لا يقال إن إخباره صلى الله عليه وسلم بشدة الخوف وعظم الخشية عظم بالنوع لا بكثرة العدد، أي إذا صدر منه الخوف ولو في زمن فرد كان أشد من خوف غيره.

                                                                                                                                                                                                                              والخشية: الخوف وقيل أعظمه والهيبة أعظم منها. وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: هي أن تخشاه حتى يحول بينك وبين المعصية، وعلى قدر علمه صلى الله عليه وسلم بالله تعالى كان خوفه. كما سيأتي في

                                                                                                                                                                                                                              باب: «خوفه صلى الله عليه وسلم » .

                                                                                                                                                                                                                              وقال الأستاذ أبو علي الدقاق رحمه الله تعالى: الرهبة على مراتب: أولها: الخوف وهي من شرط الإيمان. قال الله تعالى: وخافون إن كنتم مؤمنين ثانيها: الخشية وهي من شرط العلم، قال الله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء ثالثها الهيبة، وهي من شرط المعرفة. وقيل هي حركة القلب من جلال الرب.

                                                                                                                                                                                                                              وأما وصفه تعالى بها في قوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء [] برفع الاسم الكريم ونصب العلماء عكس القراءة المشهورة كما قرأ به أبو حيوة وعمر بن العزيز وأبو حنيفة فهو على سبيل المجاز، والمراد غايتها التي هي التعظيم والإجلال فقط على حد قوله:


                                                                                                                                                                                                                              أهابك إجلالا وما بك قدرة     علي ولكن ملء عين حبيبها

                                                                                                                                                                                                                              «آخر ماخ » :

                                                                                                                                                                                                                              عزاه «ع » لصحف شيث صلى الله عليه وسلم قال: ومعناه صحيح الإسلام. [ ص: 426 ]

                                                                                                                                                                                                                              «الأدعج » :

                                                                                                                                                                                                                              بدال وعين مهملتين أي أدعج العينين من الدعج محركا كالدعجة بالضم وهو شدة سواد العين مع سعتها. كما سيأتي في باب صفاته الحسية صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              «الأدوم » :

                                                                                                                                                                                                                              بفتح الهمزة وسكون الدال المهملة، أفعل تفضيل من المداومة وهي المواظبة على الشيء. وأصل الدوام السكون يقال: دام الماء: إذا سكن، ومنه

                                                                                                                                                                                                                              حديث الشيخين رضي الله عنهما عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: « لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه » .

                                                                                                                                                                                                                              وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لملازمته طاعة ربه تبارك وتعالى.

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان عمله صلى الله عليه وسلم ديمة وأيكم يستطيع ما كان يستطيع صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              ولا ينافي ذلك عدم مواظبته صلى الله عليه وسلم على صلاة الضحى، كما رواه الترمذي وحسنه عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى حتى نقول لا يدعها، ويدعها حتى نقول لا يصليها، لأن المواظبة على العمل كانت غالب أحواله صلى الله عليه وسلم وقد يتركها لحكمة كما ترك المواظبة على قيام رمضان لما علم به أناس فقاموا بقيامه خشية أن تفرض عليهم فيحرجهم.

                                                                                                                                                                                                                              فإن قيل: لم واظب صلى الله عليه وسلم على قضاء سنة الظهر لما فاتته لاشتغاله مع الوفد بعد العصر ولم يواظب على قضاء سنة الفجر لما فاتته مع الصبح في الوادي مع أن سنة الفجر آكد ووقت قضائها ليس وقت كراهة بخلاف سنة الظهر؟

                                                                                                                                                                                                                              أجيب: بأن سنة الفجر فاتته صلى الله عليه وسلم مع جمع من الصحابة فلو واظب على قضائها لتأسى به كل من فاتته إذا كان من عادتهم الحرص على اقتفاء آثاره صلى الله عليه وسلم والمتابعة له في أفعاله فيشق ذلك عليهم، بخلاف سنة الظهر أو لأنه كان في سفر فلم يواظب عليها لذلك بخلاف سنة الظهر.

                                                                                                                                                                                                                              «أذن خير » :

                                                                                                                                                                                                                              سمي صلى الله عليه وسلم بالجارحة التي هي آلة السمع كأن جملته إذن كما يقال للربيئة: عين. قال تعالى: ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قائل هذه اللفظة نبتل بن الحارث بن مروة المنافق، كان يأتي النبي فيجلس إليه فيسمع منه، ثم ينقل حديثه إلى المنافقين، رواه ابن أبي حاتم . وقيل هو الجلاس بن سويد . [ ص: 427 ]

                                                                                                                                                                                                                              قال الحسن ومجاهد رحمهما الله تعالى: ومعنى هو أذن: يسمع منا معاذيرنا وينصت لنا، أي نحن لا نبالي عن أذاه والوقوع فيه، إذ هو سماع لكل ما يقال له من اعتذار ونحوه ويقال للسماع لكل قول: أذن، لكثرة سماعه، سمي بمحله. وقيل هو على حذف مضاف وتقديره ذو أذن أي ذو سماع، وقيل هو من قولهم أذن للشيء بمعنى استمع، ومنه الحديث:

                                                                                                                                                                                                                              ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي متغن بالقرآن .

                                                                                                                                                                                                                              وصفه الله تعالى بذلك إلا أنه تعالى فسره بما هو مدح لنبيه صلى الله عليه وسلم وثناء عليه وإن كان قصدوا بذلك ذمه. والمشهور ضم ذال أذن. وقرأ نافع بسكونها، قال ابن عطية رحمه الله تعالى: أذن خير: سماع خير وحق لا غيره، والمشهور إضافته وقرأ عاصم برفع «خير » وتنوين «أذن » قال: وهو يوافق تفسير الحسن أي من يقبل معاذيركم خير لكم.

                                                                                                                                                                                                                              قال العزفي رحمه الله تعالى: وأما اسمه صلى الله عليه وسلم «أذن خير » فهو مما أعطاه من فضيلة الإدراك لبيان الأصوات فلا يبقى من ذلك خير ولا يسمع من القول إلا أحسنه.

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية