الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا جزاء من ربك عطاء حسابا

                                                                                                                                                                                                                                        لما ذكر حال المجرمين ذكر مآل المتقين فقال: إن للمتقين مفازا أي: الذين اتقوا سخط ربهم، بالتمسك بطاعته، والانكفاف عما [ ص: 1930 ] معصيته فلهم مفاز ومنجى، وبعد عن النار. وفي ذلك المفاز لهم حدائق وهي البساتين الجامعة لأصناف الأشجار الزاهية، في الثمار التي تتفجر بين خلالها الأنهار، وخص العنب لشرفها وكثرتها في تلك الحدائق.

                                                                                                                                                                                                                                        ولهم فيها زوجات على مطالب النفوس " كواعب " وهي: النواهد اللاتي لم تتكسر ثديهن من شبابهن، وقوتهن ونضارتهن . والأتراب اللاتي على سن واحد متقارب، ومن عادة الأتراب أن يكن متآلفات متعاشرات، وذلك السن الذي هن فيه ثلاث وثلاثون سنة، أعدل ما يكون من الشباب .

                                                                                                                                                                                                                                        وكأسا دهاقا أي: مملوءة من رحيق، لذة للشاربين، لا يسمعون فيها لغوا أي: كلاما لا فائدة فيه ولا كذابا أي: إثما.

                                                                                                                                                                                                                                        كما قال تعالى: لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما وإنما أعطاهم الله هذا الثواب الجزيل من فضله وإحسانه . عطاء حسابا أي: بسبب أعمالهم التي وفقهم الله لها، وجعلها سببا للوصول إلى كرامته .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية