الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 360 ] القول في قوله تعالى: سيقول السفهاء من الناس إلى قوله: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم [الآيات: 141-194].

                                                                                                                                                                                                                                      سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم.شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون [ ص: 361 ] كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم إن الذين يكتمون ما أنـزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون وإلهكم إله واحد لا إله إلا.هو الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      الأحكام:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إن الصفا والمروة من شعائر الله الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      السعي بين الصفا والمروة في الحج مختلف فيه؛ فمذهب مالك، والشافعي، وابن حنبل، وغيرهم فيه: أنه فرض يرجع من تركه أو شوطا منه ناسيا أو عامدا من بلده [أو من حيث ذكره إلى مكة، فيطوف ويسعى؛ لأن السعي لا يكون إلا [ ص: 362 ] متصلا بالطواف]، وسواء عند مالك كان ذلك في حج أو عمرة، وإن لم يكن في العمرة فرضا، فإن كان قد أصاب النساء؛ فعليه عمرة وهدي مع تمام مناسكه.

                                                                                                                                                                                                                                      [قال الشافعي : عليه هدي، ولا معنى للعمرة إذا رجع فطاف وسعى وأهدى، مع تمام ] سعيه.

                                                                                                                                                                                                                                      وروي عن أنس بن مالك، وابن عباس، وابن الزبير، وابن سيرين، وغيرهم: أنه تطوع.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو حنيفة، وأصحابه: إن ترك منه أربعة أشواط؛ فعليه دم، وإن ترك ثلاثة أشواط؛ فعليه إطعام ثلاثة مساكين، وإن ترك شوطين؛ أطعم مسكينين، وإن ترك شوطا؛ أطعم مسكينا، وإطعام المسكين في ذلك نصف صاع، إلا أن يبلغ الإطعام دما، فإن بلغ ذلك؛ أطعم ما شاء، وأجزأ عنه.

                                                                                                                                                                                                                                      فإن ترك السعي في الحج والعمرة عندهم ناسيا؛ فعليه دم، وكذلك قال الثوري والبصري : لا يرجع من ترك السعي وعليه دم.

                                                                                                                                                                                                                                      طاووس : عليه عمرة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 363 ] وسبب نزول الآية مذكور في التفسير.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية