الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الحق من ربك أي: هذا هو الحق من ربك.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 367 ] ومعنى {الممترين}: الشاكين، وهذا خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام، والمراد: أمته.

                                                                                                                                                                                                                                      ولكل وجهة هو موليها : ولكل أهل ملة من اليهود والنصارى قبلة، الله موليها إياهم، أو صاحب القبلة موليها وجهه، وذلك مذكور في الإعراب.

                                                                                                                                                                                                                                      روي معنى ذلك عن مجاهد، وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن : المعنى: ولكل نبي طريقة؛ يعني: اختلاف الأحكام.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: ولكل قوم من المسلمين وجهة إلى الكعبة حيث كان.

                                                                                                                                                                                                                                      فاستبقوا الخيرات أي: بادروا إلى الطاعات.

                                                                                                                                                                                                                                      وتكرير أمر القبلة وغيره من القصص تأكيد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: لأن الله تعالى علم أن القرآن لا يستكمله كل أحد، فلو لم يتكرر؛ لكان عند بعض الناس ما ليس عند بعض، روي معناه عن جعفر بن محمد .

                                                                                                                                                                                                                                      لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم : الاستثناء - في قول ابن عباس وغيره - متصل، واختاره الطبري وقال: (نفى الله تعالى أن يكون لأحد حجة على النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه في استقبالهم الكعبة، إلا مشركي قريش؛ [ ص: 368 ] فإنهم احتجوا بحجة باطلة؛ فقالوا: توجهتم إلى قبلتنا لأنا كنا أهدى منكم؛ فالحجة بمعنى: المحاجة والمجادلة).

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو منقطع، والمعنى: لكن الذين ظلموا فإنهم يحتجون بالباطل.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبيدة : (إلا) بمعنى الواو، والمعنى: (ولا الذين ظلموا).

                                                                                                                                                                                                                                      قطرب : يجوز أن يكون المعنى: لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا على الذين ظلموا منهم؛ فـ (الذين): بدل من الكاف والميم في (عليكم).

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: (الحجة): أن يقال: قد أمرتم باستقبال الكعبة ولا ترونها، فقطع ذلك بقوله: وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولأتم نعمتي عليكم الأخفش : هو معطوف على لئلا يكون للناس عليكم حجة .

                                                                                                                                                                                                                                      الزجاج : اللام متعلقة بمحذوف، المعنى: (ولأتم نعمتي عليكم عرفتكم قبلتكم، ولأنه لا حجة للناس عليكم).

                                                                                                                                                                                                                                      كما أرسلنا فيكم رسولا منكم [أي: كما أرسلنا فيكم رسولا منكم] [ ص: 369 ] فاذكروني، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وغيره، واختاره الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء : المعنى: ولأتم نعمتي عليكم كما أرسلنا فيكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: ولعلكم تهتدون اهتداء مثل ما أرسلنا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: الكاف في موضع الحال، والمعنى: ولأتم نعمتي عليكم في هذه الحال.

                                                                                                                                                                                                                                      والتشبيه واقع على أن النعمة في القبلة كالنعمة في الرسالة، وأن الذكر المأمور به في عظمه كعظم النعمة.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى أذكركم : أذكركم برحمتي.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية